الفصل السادس عشر أوراق الياسمين

2K 82 2
                                    


الفصل السادس عشر


قبل ما يقرب الشهرين من الآن، تتذكر ما حدث كأنه

بالأمس القريب.. عندما تركت جلال بمفرده وهربت من

بين ذراعيه لغرفتها؛ تحتمي منه ومن نفسها، من مشاعر

غلبتها فكادت تبادله الشغف بشغفٍ، ومن أحداث ماضية

ملأت عقلها وأوجعت قلبها.. ألم تكن قد نسيته؟ ألم

تجاهد كي تمحو كل ذكرى منه بأخرى أجمل مع

جلال؟
لمَ إذًا عاد يوسوس لعقلها؟
مر بها الوقت ولم تشعر إلا باهتزاز هاتفها معلنًا عن اتصال

أحدهم، نظرت لتجده جلال؛ فـلم ترد ورمته بعيدا على

السرير.. اتصل مرة ثانيةً وثالثة وهي تحدق في السقف

لامبالية بمن يتصل؛ حقًا لا تعرف ماذا ستقول إذا ذكر

ما حدث!
في المرة الرابعة قررت أن ترد، ضغطت على زر الإجابة

ووضعت الهاتف على أذنها منتظرة ما سيقول، لحظات وناداها بحيرة: "كاميليا .."
لم ترد، ولا تعرف سببا لعناد الأطفال الذي تمارسه الآن!
تنهد وعلم من صوت تنفسها أنها تسمعه لكنها لا تريد

الرد عليه، فقال بصوت لا ينم عن شيء: "لحد امتى

هنفضل ع الحال ده؟ كل ما أقرب منك خطوة بتبعدي

اتنين! وافضل اقرب وانتي تفضلي تبعدي!"
صمت قليلا دون أن يصله رد؛ فأكمل يصارحها بما يدور

بداخلها: "أنا مش أحمد يا كاميليا، ومش هقبل تاني إنك

ف كل موقف تقارنيني بيه.. بحس بيكي من نظرتك

ليا، كإنك مستنية من صاحبه إنه يكرر نفس

السيناريو! واللي ماتعرفيهوش أصلا إني قطعت علاقتي بيه

من ساعة اللي عمله، بعد ما عجنته وعِرف غلطه كويس

أوي"
خفت صوته قليلا وهو يضيف: "مش عارف لحد امتى

المعاملة هتفضل جافة كده منك، ولا عارف امتى

هتبطلي تحسسيني انك خايفة وقلقانة مني مع إن تقريبا

عمرك ماشوفتي مني حاجة ضايقتك.. بس أنا بحبك

يا كاميليا -أيًا كانت الكلمة دي هتفرق معاكي

الكلمة أو لأ-، بحبك ومن زمان أوي، بس لو الحب ده

هيكون تقيل عليكي يبأى بلاه أحسن، وكل واحد

يشوف حاله يا بنت الناس!"
ثم أغلق الخط، وظلت هي جامدة للحظات حتى سالت

دمعاتها على خديها حاملة معها الكثير والكثير من

رواية أوراق الياسمين بقلم (حنين أحمد وفاطمة الشريف)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن