الفصل الثالث عشر أوراق الياسمين

1.7K 75 0
                                    


الفصل الثالث عشر

وورقة أخرى أهداها القدر حلما جميلا تمنّت أن يدوم
طويلا فهل يدوم لها أم ستستيقظ منه قريبا؟!
جالسة بمنزل والدها الذي لم يوافق على الانتقال لشقتها
رغم إلحاح إسلام عليه بل والحاج عبد التواب أيضا
ولكن دون جدوى.. تعلم أن والدها إذا أصّر على شيء لن
يغيّر رأيه ولكنها تشعر بالقلق عليه رغم أن إسلام قد

عيّن له ممرضا مقيما وزوجة عم حسين الذي يعمل معه

أيضا تهتم بوجباته إلا انها ورغم مرور أسبوعين على

زواجها مازالت لم تعتاد على السكن بعيدا عن والدها
شردت رغما عنها بإسلام، كم هو رائع كحلم ليلة

صيفية!
رقته وحنانه معها بل وثقافته التي تفاجأت بها عندما
اجتمعا مع ابن عمه عاصم وصديقه الفلسطيني..
كم شعرت بالفخر حينما تفوّق عليهما بثقافته ومعرفته


الواسعة بأغلب المجالات فيما هما كانت كل معرفتهما
محصورة بنطاق عملهما وبعض السياسة..
حسنا هي تشعر بالفخر من البداية فهي بأكثر أحلامها
جموحا لم تتخيّل أن تتزوج به، ابتسمت بخجل عندما
تذكرت تعليق عاصم عندما قاما بزيارتهم ثالث يوم
الزفاف..

" أهلا ازيك يا عريس؟ ايه يا عم ده احنا قولنا مش
هنشوف وشك لمدة اسبوع على الاقل، وال بتهرب؟"
قالها عاصم ضاحكا لتحمّر أذنا إسلام بقوة وهو يرمقه
بغضب قبل أن يقول بخفوت:"لو مكنش عمي بس
مكنتش شوفت وشي شهر بحاله مش اسبوع بس"
ضحك عاليا لترتبك تلك التي ظهرت خلفهما فهي

المرة الأولى التي تسمع ضحكته منذ رأته وما إن رآها

حتى تجهّم وجهه وعقد حاجبيه ودلف للداخل متجاهلا
وجودها وهو يقول:"اتفضلي يانسرين البيت نوّر"
"منوّر بأصحابه يا دكتور"
قالتها بابتسامة خفيفة ليقول مازحا:"لا دكتور ايه بقى
احنا اهل، انا عاصم وبس وال ايه يا إسلام؟"
لاحظ إسلام وجود نرجس فأسرع ليحمل عنها الصينية
التي تحملها وهو يلاحظ نظراتها المكسورة فقال بحنو:
"ادخلي يا ست نرجس منوّرانا"
ابتسمت له بخجل وهي تقول:"الله يخليك، انا جيت
اجيب الأكل بس الف هنا ليكم"
همّ بالحديث ليقاطعه صوت عمه وهو يقول:"ادخلي يا
نرجس من غير كلام كتير هتاكلي معانا ياللا يعني

تتعبي ف الأكل ده كله ومتاكليش معانا؟! وانت يا

إسلام اطلع نادي الحاجة وهاتلي مصطفى حبيبي وحشني"
"ان شاء الله يخليك يا حاج، ستي ومصطفى اتغدوا
وناموا وانا لازم آاا.."
قاطعها بحزم:"خلاص يبقى تدخلي انتي وتاكلي معانا

ومش هقبل بأي رفض"
دلفت بخجل لتقابلها نسرين وتضمّها بحب وتساعدها
برص الطعام على المائدة.
أفاقت من شرودها على صوت والدها وهو يقول:"لا انتي
شكلك مش معايا خالص، ايه إسلام لحق يوحشك؟"
ابتسمت بخجل وهي تشيح بوجهها عنه ليسألها:
"مبسوطة معاه يا نسرين!"
أومأت برأسها بسعادة وهي تقول:"اوي يا بابا، إسلام
مفيش منه محترم اوي وحنين عليا"
تنهّد براحة وهو يضمّها له بحنو قائلا:

رواية أوراق الياسمين بقلم (حنين أحمد وفاطمة الشريف)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن