الفصل العاشر
تجلس في غرفة مكتبها شاردة، تخبط المكتب بقلمها
من الحين للآخر برتابة وبطء.. ذكرى ذلك اليوم لازالت
ببالها رغم مرور شهر عليه، كل كلمة تتذكرها جيدا..
بعدما غادرت النادي متجهة بسيارتها إلى اللامكان،
توقفت في منتصف الطريق عند منطقة مرتفعة بكثير
عن الأرض المحيطة بها، هادئة، ومنظر غروب الشمس
ظاهر فيها بوضوح.. ترجّلت من السيارة ووقفت أمامها
مستندة عليها بينما تراقب الشمس والأرض تبتلعها مخلفة
لونا أحمرًا يقارب لون ورود الجوري والبنفسج مندمجين.
أحمد.. كم كرهت الاسم وكرهت كل حامليه وكل
من يماثلوهم في الجنس.. حتى لو نسيت كل ذكرياتها
معه، فلن تنسى أبدا جملته التي لاتزال ترن في أذنيها منذ
خمس سنوات.. "انا خطبتك عشان كده وبس، عشان
انتي حلوة، عشان اتمتع بحلاوتك دي، لكن انتي غير
كده ماتسويش حاجة وماتهمنيش ف حاجة، لا أنا ولا
غيري، كفاية كآبتك وتُقلك اللي شلّوا أهلي.. محدش
هيقربلك إلا عشان عايزك، وأكيد فاهمة يعني إيه
عايزك يا بنت الناس"
وقد نجح اليوم في نبش ذكرياتها وإخراج أسوأها من
سباتها الطويل، عندما لامس زوجته بتلك الطريقة ال...
المثيرة للغثيان، لا تعبير أدق من ذلك، كأنه يذكرها
بما كان يفعله، بما كان من الممكن أن تتنعم به الآن
لكن لسوء حظها حُرمت منه.. وكم تريد أن تقبّل سوء
حظها ذلك على أنه أبعده عن طريقها للأبد.. لكن رغم
ذلك، وفي ركن قصي من جدران قلبها وتلابيبه، يقبع
خافق صغير لازال يعاتبه، كحب أول وأخير في حياتها،
كأول من تفتحت أوراق أنوثتها على يده، لينتزعها بعدها
بقسوة غير مبالٍ بها، فـيبقى هو ذكرى حب وحيد تنعمت
به لفترة لم تطل كثيرا لتكتشف بعدها زيف ذلك
الحب كليا.
امتلأت عيناها بالدموع دون أن تتساقط، دموع حزن خفي
تنجح في مداراته عن الناس، فقط تجمعت الدمعات وأبت
الطاعة بملامسة بشرة وجنتيها وإراحتها.. سمعت صوت
أنت تقرأ
رواية أوراق الياسمين بقلم (حنين أحمد وفاطمة الشريف)
Lãng mạnخاطرة الرواية بقلم فاطمة الشريف ألوان متداخلة أسود بلون حداد على الروح أحمر بلون حب ذهب ولن يعود أصفر لون ثقة أفقدوها إياها حتى أصبحت جسدا يكاد يموت أخضر هو لون الحياة .. وفي عينيها هو لون أمنية أن تستعيد تلك الحياة ليأتي الأبيض بعبق الياسمين لون ال...