الفصل السابع عشر أوراق الياسمين

2.2K 88 5
                                    


الفصل السابع عشر

راقبها تغادر بهدوء لا ينم عن حالتها بعد كل ما حدث

فغادر خلفها مصطحبا شقيقته وهو يلمح شقيقها الصغير

يحاول اللحاق بها ولكن والده منعه وأغلق الباب فحرّك

رأسه حزنا على حاله.. ذلك الرجل غريب حقا ألا يثق

بتربيته لابنته ويثق بحديث ذلك النذل؟!
ووالدتها ألا تنتابها مشاعر الأمومة التي تجعلها تحن على

ابنتها؟! ألا تمتلك حدسا أنثويا يجعلها تعلم أن ذلك

النذل كاذب؟! إن كان بإمكانه أن يمنح والدها العذر

فلا يستطيع أن يفعل المثل مع والدتها أبدا.
كانت تسير ببطء لا تعلم إلى أين تذهب؟!
هل تعود لدبي وتبتعد عن مصر بأكملها وتعمل حتى

تستطيع أن تنفق على نفسها وطفلها؟!
أم تظل هنا علّ عائلتها تحن عليها وعلى طفلها يوما ما

على الرغم أنها تعلم جيدا أن ذلك لن يحدث أبدا..
طفلها الذي لا تريده وتشعر أنها تكرهه كثيرا فهو

الرابط بينها وبين طليقها الحقير، طفل لم ترده يوما ولا

تطيق حتى نبضاته التي تنبض بداخلها فكلما يكبر

بداخلها كلما زاد الرابط بينها وبين أسعد وهي لا تريد أن

يكون هناك أي رابط بذلك الشخص أبدا .
"لبنى!"
نداء مصدوم باسمها جعلها تتوقف وتلتفت لتجده عمها

والد أسعد!
سار إليها ينظر لها بصدمة سرعان ما تحولت لبهجة وهو

يضمّها له قائلا:"لبنى يا بنتي عاملة ايه؟! ورايحة فين؟!

ده انا كنت جاي اسأل ابوكي عليكي و..."


قاطعته بحزن وهي تحاول تمالك نفسها.. كم تمنت أن

يكون هذا الحضن لوالدها أو والدتها ولكن لا تتحقق

كل الأمنيات..
"ياريت ما تسألوش يا عمي، أنا خلاص معدش ليا أب أو أم..

أنا بقيت لبنى بس، مش عايزة أي صلة بيهم تاني..

كفاية انهم صدقوا كلامه وصدقوا اني اعمل كده ولا

كأنهم مايعرفونيش أبدا ولا ربّوني"
أغمض عينيه بحزن على حال الفتاة التي ظلمها بزيجتها

من ابنه الحقير.. أجل يعلم أنه حقير ويعلم أن طباعه مثل

عمه أي شقيقه والد لبنى وربما يتفقان من أجل ذلك..

ليته لم يخطبها لابنه, ليته رفض ولكن للأسف كان

رأيه تحصيل حاصل فقد كان أسعد قد اتفق بالفعل مع

رواية أوراق الياسمين بقلم (حنين أحمد وفاطمة الشريف)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن