الفصل الحادي والعشرون أوراق الياسمين

3.1K 92 3
                                    


الفصل الحادي والعشرون

عندما صعدا لمنزل والدها كان قد خلد إلى النوم فمنح

إسلام الممرض المرافق إجازة باقي اليوم وقضيا هما الليل

هناك.. استيقظ مبكرا وكانت نسرين لازالت نائمة،

تأملها مليا بحب وهو يشعر أن الكثير من الحواجز قد

سقطت بينهما ليلة أمس.. لا يفهم السبب رغم أنهما لم

يتحدثا بعد ولكن كان هذا شعوره فلأول مرة يشعر أنها

كانت منطلقة معه دون الشعور الذي يكبلها كل مرة ولا

يفهم هل هو شعور الخجل أم شيء آخر!
ابتسم ببهجة وهو يتذكر همستها بحبه وهي تغفو بين

ذراعيه ليتسلل لقلبه شعور غريب أنعشه بقوة وجعله

يسارع للنهوض وبداخله شعور بالاكتفاء .
عاد إلى المنزل بعد فترة ليسمع صوتها مع والدها بغرفته،

همّ بالدخول لهما ليتجمد امام باب الغرفة عندنا سمع

حديثهما .

***
استيقظ ليجدها بجانبه فابتسم بحنو وهو يبادرها:

"حبييتي نسرين صباح الخير جيتي امتى؟"
التفتت له بحب ثم اقتربت منه مقبّلة إياه على جبينه

وهي تقول:"جينا امبارح بالليل ونمنا هنا وادّينا الممرض

أجازة امبارح والنهاردة"
أومأ وهو يقول ناظرا لها بغموض:"شكلك مرتاحة،

خلاص معنتيش زعلانة من إسلام؟!"
رمقته بعدم فهم فتابع:"بقالك فترة بتتصرفي وكأن حد

مزعّلك فقولت أكيد فيه خلاف بينك وبين إسلام"


حرّكت رأسها بقوة برفض:"إسلام عمره ما زعلّني

بالعكس، دايما بيدوّر على راحتي واللي بحبه ويعمله..

عمره ما قالي على حاجة لا، إسلام نعمة كبيرة من عند

ربنا يا بابا"
ابتسم براحة وهو يقول:"كنت متأكد انه هو اللي

هيصونك ويقدّرك، امال ايه اللي كان مضايقك الفترة

ال فاتت بقى بدام إسلام معملش حاجة؟!"
ابتسمت بخجل قائلة:"الحقيقة يا بابا أنا سمعت كلامك

معاه وعرفت انك أنت اللي قولتله يتجوزني و.."
قاطعتها ضحكة عالية من والدها سرعان ما تبعها سعاله

فناولته كوبا من الماء بجانب الفراش وهي تنظر له

بعتاب ليقول لها:"وهو ده اللي خلاكي تعذبي المسكين

طول الفترة ال فاتت وعلى طول سرحانة ومش معانا؟!"


"هو اشتكالك مني؟!"
نطقتها بحزن ليحرّك رأسه قائلا:"مفيش فايدة فيكي..

رواية أوراق الياسمين بقلم (حنين أحمد وفاطمة الشريف)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن