الفصل الثامن عشر أوراق الياسمين

2.3K 79 4
                                    


الفصل الثامن عشر

دلف إلى الشقة وهو يشعر بالإرهاق الشديد حتى أنه لم

يمر والده كعادته بل فكّر أنه نائما على كل حال

فصعد لشقته مباشرة ليحصل على قدر من الراحة افتقده

بمناوبته والتي كانت على أشدّها اليوم ليتجمد مكانه

ما إن دلف ورآها أمامه بتلك الهيئة!
واقفة أمام المرآة تنظر لنفسها من جميع الجهات بمنامة

رقيقة باللون الزهري بكمين قصيرين وسروال لبعد

الركبتين من قماش الساتان تنسدل على جسدها بنعومة

أطاحت به ومع خصلاتها الداكنة وعينيها الكحيلتين

كادت كل حصونه تُدَك دكّا!
ربما يسخر منه البعض لو رأوه بتلك الحالة فملابسها

أقرب للاحتشام منها للإغواء ولكنها بعينيه بهذه

اللحظة أكثر نساء الأرض إغواءا.
أخذ نفسا عميقا لتنتبه له نرجس وتنتفض بمكانها من

نظراته المسلطة عليها لتبارده بارتباك:"حمدالله على

سلامتك، هروح أجهّزلك العشا"
كاد يخبرها لا تذهبي، فسألتهمك أنتِ كوجبة ساخنة

بليلة شتوية قارصة البرودة!
ولكنه أومأ برأسه يمنحها صك الفرار من أفكاره التي

تتدافع بعقله ومشاعره التي تعصف بكيانه الرزين فهو

في هذه اللحظات أبعد ما يكون عن التعقّل والرزانة.
اغتسل ثم دلف لغرفة مصطفى حتى يطمئن عليه ككل

ليلة فلم يجده فعلا صوته يسألها عنه:"هو فين مصطفى

يا نرجس؟!"
نرجس! اسمها الذي بالكاد ينطقه فمنذ أخبرها أن

تناديه عاصم فقط لأنه زوجها حتى تحاشت قدر الإمكان

أن تقول اسمه وهو كان يفعل المثل ولا تعلم أسبابه فهي

تخجل منه فلِمَ هو يفعل؟!
"نام عند ستّي فسيبته ومارضيتش اطلعه من الدفا للهوا

عشان مايبردش"
قالتها نرجس بارتباك وهي تفكر هل سيربط بين

ملابسها وبين غياب مصطفى؟!
ابتسمت بسخرية داخلية فلو رأتها نسرين بالوقت الحالي

لما سلّمها أحد من لسانها.. فقد اختارت أكثر المنامات

احتشاما حتى ترتديها فهي لم تستطع أن تنفّذ حقا ما

قالته نسرين..
ربما لو حياتها طبيعية لكانت فعلت عن طيب خاطر

ولكنها حتى هذه اللحظة لا تعلم هل زواجها هذه المرة

سيستمر أم سيكون الطلاق الثاني لها؟!

رواية أوراق الياسمين بقلم (حنين أحمد وفاطمة الشريف)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن