الفصل السادس
كانت في دوامة لا تعي أي شيء حولها، مشاعر كثيرة
طغت على جميع حواسها فأصبحت منفصلة عن كل
العالم..
كلماته أسرتها، وأفعاله قضت على البقية الباقية من
تعقّلها، كأنه يعرف بالضبط وترها الحسّاس وقضى كل
الوقت في اللعب عليه .. حتى أحست بمن يناديها من
بعيد، وبِمَن يضرب على بشرة خدها بلطف:
"سوسن، اصحي، يا بت اصحي أبرار جات"
فتحت عينيها ليقابلها وجه الحاج جمال القلق بشدة،
دقائق مرت حتى استوعبت ما يقوله بينما هو استقام
يرتدي ملابسه على عجل .
اعتدلت في السرير ترفع الغطاء حتى كتفيها العاريين،
تتلفت حولها بحثًا عن ملابسها لتجده قد انتهى من ارتداء
ملابسه وجلب خاصتها، قائلا بقلق: "البسي بسرعة وادخلي
الحمام اغسلي وشك واستخبي فيه عقبال ما افتحلها
عشان شكلها نسيت المفتاح"
أخذت ملابسها منه وشرعت في ارتدائها، ثم استقامت
تجري باتجاه الحمام الخاص بالمنزل.
دقائق حتى سمعت صوت السيدة أبرار تقول بحزن: "ياريتني أخدت المفتاح ولا إني أصحيك من عز نومك
كده يا جمال، آسفة والله ماكنت أعرف إنك جاي
بدري كده"
ليقول جمال بصوت ناعس كأنه بالفعل لتوّه قد استيقظ
من النوم:"لا يا حبيبتي ولا يهمك"
"أمال فين سوسن؟ ماشوفتهاش لما جيت؟"
ليجيب بثبات يُحسد عليه:"شوفتها أول ما جيت كانت
بتنضف الصالة، وبعدين دخَلْت نمت ومادريتش بحاجة..
هتروح فين؟، أكيد ف الشقة"
لتبدأ أبرار في مناداتها وهي كانت داخل الحمام تحاول
استعادة ثباتها، حتى أخذت نفسا عميقا وقررت الخروج
والمواجهة.
"نعم يا ست أبرار، أنا هنا"
عقدت أبرار حاجبيها عندما رأتها، لتهتف بجزع:
"مالك يا بنتي وشك أصفر كده ليه؟"
أجابت بتلعثم: "لأ ولا حاجة، يمكن م الشغل بس"
اقتربت منها تعاين وجهها عن قرب:"لأ يا سوسن لو ع الشغل
كفاية كده عليكي، ده وشك زي اللمونة يا بنتي،
أنت تقرأ
رواية أوراق الياسمين بقلم (حنين أحمد وفاطمة الشريف)
Romanceخاطرة الرواية بقلم فاطمة الشريف ألوان متداخلة أسود بلون حداد على الروح أحمر بلون حب ذهب ولن يعود أصفر لون ثقة أفقدوها إياها حتى أصبحت جسدا يكاد يموت أخضر هو لون الحياة .. وفي عينيها هو لون أمنية أن تستعيد تلك الحياة ليأتي الأبيض بعبق الياسمين لون ال...