الفصل التاسع عشر أوراق الياسمين

2.2K 73 0
                                    


الفصل التاسع عشر

عاد بمصطفى يضمّه بقوة آلمت الصغير ليصدر صوتا

طفوليا معترضا فابتسم له وهو يشاكسه يثير غيظه

وهما يدلفان إلى الشقة بعدما مرّا بوالده ووجداه يجلس

مع الجدّة وقد تناولا الغداء فلم يستطع أن يخبره بما

حدث وفكّر أنه من الأفضل أن يخبر المحامي جلال فهو

بوضع حيادي وسيستطيع أن يفكّر أفضل منهم جميعا.
قاطع أفكاره كلمة من مصطفى سرقت قلبه لينظر له

بصدمة قبل أن يضمّه بقوة أكبر جعلت الطفل يعترض

قائلا:"اووف بابا!"
وهناك أمام الغرفة كانت واقفة تراقبهما يدلفان أب

وابنه! وكم شعرت بالسعادة لمشهدهما لتتجمد بكلمة

مصطفى (بابا) وتنظر لعاصم لتراه يكاد قلبه يخرج من

صدره لصدى الكلمة بأسماعه!
تمنّت وقتها لو كان عاصم هو أول زوج لها، لو كان هو

حقا والد مصطفى، لو... وأغلقت الباب أمام مدخل

الشيطان وهي تستعيذ منه متوجهة إليهما ليكون دور

عاصم بالتجمد هذه المرة!
فاجأها وهي تأخذ مصطفى منه هامسا بأذنها بمشاكسة:

"كنتي مخبية الجمال ده كله عنّي؟! طب ينفع كده؟!

أنا هشتكيكي للحاج على فكرة"
تعالت نبضاتها وهو ترمقه بنظرة جانبية التقطها هو

غامزا إياها لتلتفت سريعا هارعة لغرقة صغيرها وهي

تضمّه لصدرها علّ نبضاتها تهدأ قليلا!
فكرت بصدمة.. ماذا حدث له؟! هل أبدله أحدهم؟! هل

هذا من كان يرمقها بنظرات الغضب و... نظرات أخرى لم

تستطع تفسيرها حتى الآن!
ابتسمت بسعادة وهي تحمّم مصطفى وتطعمه حتى ينام

القيلولة وما إن انتهت حتى وجدته واقفا أمامها وهو

يقول:"مصطفى نام؟!"
أومأت غير قادرة على النطق ليبتسم بمكر وهو يقول:

"كويس عشان عايزك بموضوع مهم"
"خير؟!"
تساءلت ليقودها إلى الغرفة الرئيسية والتي يسكنها هو

قائلا:"ليه حاطة هدومك مع هدومي ف الدولاب؟!"
عقدت حاجبيها بعدم فهم وهي تقول:"امال احطهم فين؟!

وبعدين هدومي بعيد عنك ف جزء لوحدها"
"بس عاملين زحمة بالدولاب ياريت تبقي تشيليهم من هنا"
شعرت بالعبرة تخنقها فأومأت دون حديث لتفاجأ به

يجذبها بقوة قارتطمت بصدره متأوهة فرفع رأسها ناظرا

لعينيها بطريقة أربكتها ليهمس:"هو انا كل ما اقولك

رواية أوراق الياسمين بقلم (حنين أحمد وفاطمة الشريف)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن