(الفصل الثالث)
ذهبت سوسن بمفردها لــ الحاجة (أبرار) بعدما أصيبت
والدتها بتوعك مفاجئ صباح هذا اليوم.. كانت تقوم
بمسح الأرضية بقطعة مبللة من القماش البالي- عندما
شعرت بمن يقف خلفها، ظنتها سيدتها كالعادة تراقب
عملها كي تعلق عليه؛ فأكملت عملها غير عابئة بها.
بعد دقائق، اتسعت عيناها بغرابة عندما سمعت الحاجة
أبرار تتحدث لأحدهم..
"جمال! إيه اللي موقفك هنا؟!"
استقامت بسرعة تنظر للمشهد، أبرار تخاطب زوجها جمال
- والذي كان هو من يقف خلف سوسن!
جمال الذي لم تره سوسن طيلة مدة عملها في هذا
المكان سوى مرة أو اثنتين، رجل يظهر عليه الاحترام
والأدب، بالإضافة لكبر سنه الذي يبلغ الخمسين، والذي
يضيف له بعضًا من الهيبة والوقار.
"مفيش يا حبيبتي، كنت خارج من الأوضة وجاي اشوف
روحتي فين- لقيت سوسن بتمسح ف استنيتها لحد ما
تخلّص عشان ما أبهدلش شغلها"
ابتسمت أبرار بحنان مربتة على كتفه: "كنت ف
المطبخ يا حاج بعمل الأكل وخلصته -الحمد لله-،
تحب أجيبلك تاكل؟"
وضع يده على بطنه علامة على جوعه وقال: "ياريت
لإني جعان جدا، من ساعة الصبح ما أكلتش حاجة"
بلهفة نطقت:"يقطعني مافطرتكش الصبح"
ثم أمسكت يده وسحبته باتجاه المطبخ:
"تعالى يلا ده الأكل لسه سخن ويستاهل بوءك (فمك)"
ذهب مع أبرار، وفي طريقه، وقبل أن يختفي من أمام
ناظري سوسن- نظر لها مطولًا، نظرة شملتها، فصّلتها،
أخجلتها وجعلتها تبعد ملابسها المبتلة والملتصقة قليلًا
عن جسدها.. ثم اختفي واختفت نظراته، لكن قلب
سوسن لم تختفي سرعة نبضاته.
***
لا تتخيل أن أسبوعا كاملا قد مر على عقابها المسمى
زواجا!
هل اختلف وضعها عن قبل؟!
بالتأكيد لا، فهي مازالت ترعى جدتها وتخرج للعمل
كل ما تغير تغير للأسوأ..
فهي أصبحت متزوجة من رجل تخجل الرجولة منه،
أنت تقرأ
رواية أوراق الياسمين بقلم (حنين أحمد وفاطمة الشريف)
Romanceخاطرة الرواية بقلم فاطمة الشريف ألوان متداخلة أسود بلون حداد على الروح أحمر بلون حب ذهب ولن يعود أصفر لون ثقة أفقدوها إياها حتى أصبحت جسدا يكاد يموت أخضر هو لون الحياة .. وفي عينيها هو لون أمنية أن تستعيد تلك الحياة ليأتي الأبيض بعبق الياسمين لون ال...