الفصل الرابع عشر
قبل عدة ساعات
جهّزت نفسها ليصل في الموعد المحدد، خرجت له لتجدهمتأنقا كعادته ابتسمت بسخرية وهي تفكر أن ما لفت
نظرها له بالبداية هو تأنقه واهتمامه بنفسه مع
وسامته فكانت مزيجا ساحرا.. لم تعلم أن كل ذلك
محض قناع يخفي خلفه الكثير من الخصال السيئة التي
ظهرت لها بعد ذلك .
ما يؤلمها حقا أنها أدركت متأخرة أنها لم تحبه قط,
لم تحب سوى صورة رسمتها بخيالها ولم يكن لها محل من
الواقع أبدا.. فأسعد بالواقع لم يكن يشبه ذلك الذي
أحبته وانتظرته أن يشعر بها سنوات!
لاحظ نظراتها فابتسم بغرور وهو يقول:
"ايه حلو؟ عجبتك؟!"
لم ترد عليه فغمز لها بسماجة وهو يتابع:
"لو مكنتش الحفلة مهمة كنت طنشتها
وقعدنا ف البيت نستعيد ليالي الملاح, فاكرة يا لولو؟"
أشاحت بوجهها بتقزز ولم ترد عليه وهي تشعر بالاشمئزاز
منه ومن نفسها وقد رضيت بهذه المهانة والمذلة طوال
شهور زواجهما فلم يأبه لتجاهلها له وفادها معه للسيارة .
***
دلفت معه إلى الحفل ليجلسها لمائدة وهو يقول لها:"خليكي هنا هروح اشوف النظام واجيلك"
جلست بتوتر ترى الكثير من الناس عرب وأجانب..
تشعر أنها غريبة بينهم.. ابتسمت بحزن وهي تفكر إذا
كانت غريبة مع زوجها لن تكون غريبة مع الغرباء!
لحظات وشعرت بمن يقترب منها فرفعت رأسها بارتباك
لتجدها فتاة لطيفة يبدو عليها الرقي والاحترام وجدتها
تبتسم لها فبادلتها الابتسام بقلق وهي تنظر حولها
"على مين بتدوري خيتا؟!"
بادراتها الفتاة فالتفتت لها لتجدها تقف جوارها فنهضت
بارتباك من لهجتها وقد علمت أنها ليست مصرية أو حتى
من دبي ثم قالت:"بدوّر على جوزي"
"متجوزة! شكلك صغيرة عالجواز, معلش نسيت أعرّفك
بحالي.. أنا نادين, فلسطينية الأصل بس مقيمة مع عيلتي
هون من زمان كتير, فيكي تقولي من قبل ما أخلق"
أنت تقرأ
رواية أوراق الياسمين بقلم (حنين أحمد وفاطمة الشريف)
Romanceخاطرة الرواية بقلم فاطمة الشريف ألوان متداخلة أسود بلون حداد على الروح أحمر بلون حب ذهب ولن يعود أصفر لون ثقة أفقدوها إياها حتى أصبحت جسدا يكاد يموت أخضر هو لون الحياة .. وفي عينيها هو لون أمنية أن تستعيد تلك الحياة ليأتي الأبيض بعبق الياسمين لون ال...