الفصل الرابع
ترجّلت من سيارتها لتدلف للبناية حيث يقع مكتب
المحاماة الذي تعمل به.. وجدت باب المصعد على وشك
الانغلاق فـصرخت بأعلى صوتها وهي تجري باتجاهه:
"البـاب، افتح الباب لو سمحت"
فُتِح الباب ليظهر من ورائه شاب في أوائل الثلاثينات من
عمره، قوام يدل على انتظام صاحبه في الرياضة
البدنية، وهيئة منمقة.. والذي لم يكن سوى السيد
جلال- مديرها.
تنحنحت بحرج، لتقول بينما تدخل إلى المصعد:
"صباح الخير يا أستاذ جلال"
ضغط على زر الطابق الرابع وأُغلق الباب وبدأ المصعد في
التحرك، ليضع يديه في جيبي بنطاله ويرد تحيتها
بصوته الرجولي: "صباح الخير يا كاميليا، متأخرة
النهاردة يعني مش عوايدك"
ببرود ردت: "متأخرة عن كل يوم بس مش متأخرة عن
مواعيد العمل يا أستاذ جلال، أظن مافيهاش مشكلة
كده!"
ابتسم لـهجومها فظهرت غمازة خده الأيسر:
"مظبوط يا كاميليا، عندك حق"
أومأت برأسها لترسم ابتسامة صفراء على شفتيها زادت
من اتساع ابتسامته هو، حتى توقف المصعد..
فتح الباب قائلَا:"اتفضلي"
خرجت، وخرج بعدها ينظر في أثرها وقد لمعت عيناه
بمكر، فناداها: "كاميليا..."
التفتت مستفهمة: "نعم؟"
بلهجة آمرة:"تعاليلي مكتبي"
ليمر من جانبها وهي تبتسم بسخرية:"حاضر يا فندم"
دخلت غرفتها المشتركة مع زملائها (فهمي، علياء، مُهاب)
ألقت التحية عليهم، ثم وضعت الحقيبة وأخذت بعض
الأوراق متجهة لمكتب السيد جلال.
طرقت الباب فأذِنَ لها بالدخول؛ لتجده كالعادة قد خلع
جاكيت بدلته وربطة عنقه، حلّ أول زرين من قميصه
فظهر عنقه و(تفاحة آدم)، ويقوم بـطيّ كمي القميص
كاشفًا عن ساعديه.. تنحنحت تنبهه لوجودها كي لا
يتمادى أكثر؛ فأجاب بمرح بينما ينتهي مما يفعل دون
أنت تقرأ
رواية أوراق الياسمين بقلم (حنين أحمد وفاطمة الشريف)
Romansخاطرة الرواية بقلم فاطمة الشريف ألوان متداخلة أسود بلون حداد على الروح أحمر بلون حب ذهب ولن يعود أصفر لون ثقة أفقدوها إياها حتى أصبحت جسدا يكاد يموت أخضر هو لون الحياة .. وفي عينيها هو لون أمنية أن تستعيد تلك الحياة ليأتي الأبيض بعبق الياسمين لون ال...