الفصل العشرون أوراق الياسمين

2.5K 88 2
                                    


الفصل العشرون

الزمان: الساعة الثالثة بعد منتصف الليل
المكان: حارة شعبية جمعت بين كل المتناقضات


كانت تلملم حاجياتها بسرعة وعنف خِشية أن يلمحها

أحدهم وهي تلهث بشدة من فرط توترها.. شريط حياتها

في الفترة الأخيرة يُعاد أمام عينيها بينما تتحرك في

الغرفة فـتكاد تتعثر في كل خطوة من عدم التركيز.
هو يوم مشئوم واحد كان السبب في كل ما حدث معها،

يوم فاصل، مليء بالمصائب والكوارث.
بعدما عادت من المشفى بأيام ..
"أيوه ياللي بتخبط"


فتحت الباب بعدما وصلت إليه لتجد أمامها شخصًا لا

تعرفه، ألقى التحية ثم بعملية قال: "انتي سوسن

عوض؟""
قطّبت حاجبيها، ثم نادت سوسن بأعلى صوتها فأتت

الأخيرة متحاملة على نفسها، لتقول بوهن:

"نعم يامّا، فيه ايه؟"
"تعالي كلّمي.."
قدّم إليها ورقة ودفترا قائلا بنفاذ صبر: "امضي ولّا ابصمي

هنا يا مدام، خليني امشي"
فعلت ما قال، ثم بتعجب سألته: "إيه ده؟"
كان يلملم أشياءه، ليجيب على عجل: "ورقة طلاق"
لم يصدر في تلك اللحظة سوى صوت والدتها تشهق بعنف

وهي تضرب على صدرها بكفها، بينما كانت سوسن غير

متفاجئة أبدًا بتلك الخطوة .
"طلاق إيه يا سوسن؟ انا معودتش فاهمة حاجة! يعني

سايبك ده كله من ساعة ما سقّطتي وقولنا عنده شغل،

إنما لما يظهر يكون باعت ورقة طلاقك!"
تأففت وهي تكبت بداخلها خوفًا وتوترًا: "وأنا اعرف منين

يامّا، ما انا زيي زيك"

وبعدها بأسبوع، ومع غياب رءوف وزيادة حِمل المصروفات

وعلاجها على والدتها، طلبت منها أن تعود للعمل.. وكل ما

حدث بعدها كان ظلامًا .
"ألو... جمال؟"
بتهكم أجابها: "إيه ده؟ ست الحسن والجمال بنفسها

بتكلمني؟"
تأففت بداخلها، ثم تظاهرت بالبرود وهي تحادثه:

"شوفلي حد النهاردة، هرجع الشغل"


ضحك عاليًِا ثم قال: "هو انا ماقولتلكيش؟ مش استغنينا

عن خدمات الهانم خلاص!"
علا صوتها وهي تسأله: "يعني إيه؟"
ليرد بملل: "يعني لما غطستي ومعرفناش ليكي قرار

شوفنا غيرك، بت حلوة وصغيرة وبنت بنوت.. إنما دلوقتي

انتي بقيتي بضاعة مستهلكة ومحفوظة عند الزباين،

رواية أوراق الياسمين بقلم (حنين أحمد وفاطمة الشريف)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن