#البارت_الاول
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. ..
بأحدي قري الصعيد ومن داخل بيت صغير عتيق، كانت تسكنه فتاة صغيرة بلغت الرابعة عشر من عمرها منذ أيام
لكن ما قاسته في حياتها تخطي بها سن الاربعين، فلقد عاشت اليتم والحرمان والذل والمهانة علي يد عمتها تفيدة
هنا هو اسم فتاتنا الجميلة، ذات العيون العسلية في رمادى
وشعر بني طويل يصل الي اسفل ظهرها بقليل فزداها هذا من طلتها الساحرة التي جعلته تسرق لب ابن عمتها المتيم بها
كانت ولا زالت فتاة هادئة ومطيعه لعمتها التي ربتها بعدما ماتت والدتها وهي تلدها، وولدت في بيت ابيها الذي كانت صدمة موت امها سبب في تخليه عنها واعطاءها لعمتها كي تربيها مع ابناءها واعتزل هو النساء بعد زوجته الراحلة.في صباح ذلك اليوم الذي تبدلت به حياتها وتغير مسارها
كتبت فيه مصيرها الابدى ونصيبها الذي ستراه، سمعت عمتها تنادبها بحدة وغضب كالعادة :
خدي يلا تنشكي في معاميعك طلعي الاكل لابو فاخر وماتتاخريش ورانا شغل كتيرردت عليها هنا بانهاك واضح :
حاضر يا عمتي جاية اهو بس هو كل حاجه علي دماغي ما بناتك صاحين نادي عليهم يجو يطلعو الاكل لابوهم وانا اخلص باقي الشغل، انا خلاص تعبت من الخدمه ليل نهاررمقتها عمتها تفيدة بغيظ وصاحت فيها بعصبيه:
هو انت مبتزهقيش كل يوم نفس الكلام، بدل ما تحمدي ربك اني ربيتك وبعلمك حاجه تنفعك في بيت جوزك يا خايبةنظرة اليه هنا بنفس مكسورة:
وبناتك مش هيتعلمو هما كمان، ولا العلم بتاع المدرسة احسنواقتربت منها وجلست امامها ترجوها باستجداء:
والنبي حبيبك يا عمتى خليني اروح اتعلم معاهم وانا هعمل كل الشغل لوحدي من هنا وطالع، وحياة فاخر عندك نفسي اعرف اقراء واكتب زيهم،امسكتها عمتها من اذنها وقرصتها بعنف وغضب:
بقي عايزه تتعلمي، اهو ده اللي ناقص كمان لا واخدمك بالمره قومي يا مقصوفة الرقبه، شوفي وراكي ايه،
قال علام قال هم الكام جنيه اللي بيبعتهم ابوكي مكفينك اكل وشرب علشان اعلمك كمان، قومي من قدامي لاضربك بالي في رجلي يلا قامت قيامتك واتنصب ميزانكاخذت هنا تبكي بحرقه علي الذل الذي تلاقيها، دون كلمة شكر او اعتراف بحقها بان تعيش مثل بناتها،دفعتها عمها بعيدًا عنها ونظرة اليه بحقد،ثم قالت بخبث:
ما انت لو تسمعي الكلام وتتجوزي ابني فاخر هخليه يدلعك وكمان هيدخلك محو الاميه، ولدل ما انت عاله علينا تبقي مرات ابني وحبيبتي ها أيه رايك يا محروسةزاد نحيبها وعلي بكاءها علي نفسها وظملم الزمن لها وردت عليها قائلة بحسرة والم:
الله يسامحك يا عمتي،بقي كل خدمتي ليكم وعاله عليكم، مش حال ابويا بيبعتلي مصروف كل شهر، اعتبري خدمتي مقابل نومتي واكلتي ، لكن جواز مش هتجوز هو انتو عايزين تستعبدوني اكثر من كده ايه حرام عليكم ارحموني بقي