🌹🌷البارت السادس عشر🌷🌹

35.1K 856 44
                                    

البارت السادس عشر
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .
في سرايا ممدوح  الدرمللي
جلس ممدوح والحزن يتكاثر بداخله وطالع مصطفي سائلًا:
احكي يا مصطفي حصل ايه لهنا وهي فين

تردد مصطفي فيما سيقول لكنها لن يستطيع الرجوع الان فقال بحزن وارتباك ملحوظ:
اصل  يا بيه من اسبوع  سالني باهر بيه لو اعرف مكان عمة هنا ولما قولتله اني معرفش حتي اسمها طلب اسال حد من قرايبي في الصعيد يمكن يعرف .
وفعلا سالت ابن عمي وقالي انه يعرف اخت متولي، لانه كان بيوصل ليها مصروف هنا كل شهر،
فطلبت منه يسافر ويروح يسال علي هنا ويطمني عليها وعلي صحتها ورجع من السفر من يومين وقالي علي اللي حصل لهنا

نهض ممدوح وقف امامه وساله بلهفه وتعجل:
انطق حصل ايه لهنا، وعامله ايه
في ذلك الوقت خرج باهر من غرفته مستندًا علي رؤوف ونظر اليهم من الاعلي غير قادر علي النزول اليهم،
فسمع مصطفي وهو يقول بتأثر زائف :
والله يا بيه لولا تعبكم وتعب باهر بيه في التدوير عليها، انا مكنتش قولتلكم اللي حصل وصدمتكم بالحقيقة

اردفت نورهان بارتباك وتمويه:
مش مهم بس،قول إيه الحقيقة، هي هنا اتجوزت صح

هز راسه بانكار ونظر الي نورهان متفهمًا محاولتها ابعاد الشبهه عنها واردف برد قاطع وحاسم:
لا يا ست هانم ياريتها اتجوزت،كنت فرحت وفرحتكم بيها،  لكن يابيه هنا ماتت

هتف ممدوح بصوت مخنوق وذعر :
ماتت هنا ماتت انت متاكد انها ماتت يا مصطفي

نكس راسه ورد عليه باسف وحزن:
ايوه يا بيه ابن عمي اكد عليا ، لانه سافر بنفسه وراح بيت عمتها لقاه محروق ومتفحم،  ولما سال عن اهل البيت،
قالو أنهم قامو في الفجر لقو البيت مولع وكل اللي فيه ميتين حتي بنت اخوها اللي رجعت من يومين ماتت معاهم

انهار جسده بتهالك علي المقعد وقال بحزن والم:
لا حول ولاقوة إلا بالله يعني عمتها خدتها للموت ياريتني ما وافقت تسافر معاها، بس هقول  ده قدرها ومكتوب عليها،

وتنهد بعمق متجرعًا حزنه واردف:
اتفضل أنت يا مصطفي روح للبوابه، وشكرا انك وفرت علينا البحث ليل ونهار عنها بدون اي فايده لأنها ماتت ....

اطاعها مصطفي وخرج الي خارج السرايا،
في ذات الوقت انهار باهر وهو يتخيل زوجتة الرقيقة التي تركها وترك معها احلامه في العودة إليها ذات يوم ليعيش معها الحياة والمستقبل الذي يتمناه، تغادر الدنيا وتتركه يتجرع من كأس الحزن والفراق والألم طول حياته
فامسك قبله وضغط علي صدره بقوه بعد أن شعر بالاختناق وبدأ ملامح وجهه تزرق وشفتاه تجف فصرخ بالم موجع:
هناااااااااا لاءءء  ليقع مغشيا عليها امام صديق عمره

مزقت صرخت المه قلب ابيه وكسته بالحزن فجزع له وهرول اليه مسرعا ومن خلفها صعدت امه، اثناء ذلك كان رؤوف يحمل باهر وادخله غرفته
دلفت نورهان الغرفة عليهم وهي تحمد ربها بان مصطفي لم يفشي سرها امام زوجها وولدها، الذي انهار علي خبر وفاتها وظنت انه مجرد وقت وسيعود الي حياته
لكن حين رات حاله انقبض قلبها علي وجهه الشاحب وشفتاه التي ازرقت بشكل مريع فصار يشبه الموتي

 رواية (غلطة العمر) للكاتبه/ سلمي سمير( معدلة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن