الفصل السادس والعشرون

50.1K 1.1K 206
                                    

البارت السادس والعشرون
***************
في المستشفي ....................
بعد انصراف سهير ورؤوف ظل باهر طوال اليوم بجوار هنا ينظر اليها ويتلمس بقربه منها انفاسها الهادئة ورائحتها العطرة التي تبرز نقاء روحها ،
جلس امامها واخذ يتفرس ملامحها يريد ان يصدق بانها واقع وليس حلم سيستيقظ منها ويراها اختفت،

اما هنا فاخذت تنظر اليه بين الحين والاخر،  تهرب بعيناها منه وتعود اليه، كانها تحاول ان تتذكره، الي إن ظلت فترة عيناه عليه، ومالت راسها علي صدره تتلمس دفى حنانه ، ربت باهر علي شعرها وقبل راسها وقال لها:
اه يا هنا يا حب عمري وعشق روحي، مش قادر. اصدق انك عايشه، ياما دورت علي  روحك في كل الناس كنت حاسس انها حواليا رغم علمي بوفاتك لكن قلبي رفض يكون لغيرك، كانه واثق  من عودتك ليه، وانتصر قلبي وانهزم امامه العقل والمنطق ورجعتي ليا من تاني وهكمل حياتي معاكي، وهنعوض كل اللي فاتنا ونعيش حياتنا اللي سرقوها منا  
رفعت هنا راسها عن صدره ونظرت الي عيناه التي كنت تترقرق فيها دموع الفرحه والشوق والاشتياق،
رفعت يده كفكفت دموعه وعادت إلي القاء راسها علي صدره، ظل يحدثها ويشكي اليها همومه واشواقه الي ان شعر بثقل راسها فابتسم حين راها قد غفت شاعرة بالراحة اليه لانه منه،

حملها ومدها علي فراشها ودثرها وانحني علي راسها يقبلها وتنهد وهو ينظر الي ثغرها الذي اشتاق الي تذوق رحيق عسله، لكنه ارجاء هذا الي حين عودته اليه من دوامة اللاوعي الذي تعيش فيها منذ سنوات

غادر المستشفي مغصوب بعد إن تاخر به الوقت وذهب الي السرايا والفرحة تتجلي علي وجهه بجلاء ما ان دلف من الباب رائ ابيه بانتظاره وسائلة بقلق:
كنت فين يا باهر من الصبح  وتليفونك مقفول ليه يا ابني قلقتني عليك

اقترب باهر منه وعانقه بشدة كانها مشتاق إليه:
بحبك اوووي اوووي يا بابا، اسف لاني قلقتك بس
التليفون فصل شحن ماخدتش، بالي حقك عليا يا راجل يا طيب، بقولك ايه،  انا جعان اوووعي تجي تاكل معايا ولا اكل لوحدي

ربت ابيه علي وجنته برفق وتوسم خير في ابتسامتة المشرقة وعودة ابنها الي سابق عهده من مرح وقال:
ما شاء الله  يا باهر، من سنين كتيره مشوفتش وشك منور وبيضحك كده، حاسس بيك فرحان اوعي تقولي السبب  انك هتتجوز بيسام علشان تفضل جمبك وتعوضك هنا

احتضنه من ظهرها ومال علي براسه علي كتفه وهتف بحماس :
لا يا حبيبي، بس هفرحك انا فعلا هتجوز  بس مش بيسام خالص

ابتسم ابيه بانشراح وردد بتشكك:
بتتكلم بجد يا باهر اخيرًا هتتجوز بصراحة  فرحتني مين هي دي اللي خليتك تاخد قرار الزواج بسرعة كده

استدار باهر ووقف امام ورد عليه بثقة وابهام:
هي مين مجدرش اقولك دلوقتي  خليها مفاجاءة،  واوعدك انها هتعجبك، بقولك ايه  يا راجل يا عجوز
تعالي كل معايا علشان انا علي فطاري من الصبح،
ده غيرعندي مشوار مهم الصبح و لازم ارتاح واشبع نوم لان بكرة هيكون يوم طويل، ها مش هتيجي تاكل معايا ولا ايه

 رواية (غلطة العمر) للكاتبه/ سلمي سمير( معدلة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن