Part 2 : بداية سيئة و قلب محطم

1.4K 54 56
                                        

"البكاء ليس دليل الضعف، بل يعني أنك كنت قويا فوق طاقتك فترة طويلة"

إيمانويل كانت

يستيقظ دونغهي بهلع، جبينه يتصبب عرقا و دموع صامتة تنساب على خديه المتوردين، يضع يده يسار صدره و يتنفس ببطء في محاولة منه لتهدئة روعه، ذلك الكابوس أصبح يطارده في الفترة الأخيرة و يلازمه كلما خلد إلى النوم لتنعكس فيه أعمق مخاوفه التي تؤرقه و تقلق راحته.

لقد رأى نفسه مضرجا بالدماء بين يدي والدته التي تشهق و قد خنقتها العبرات بينما ذلك الرجل الذي يسعى للإعتذار منه و طلب مغفرته ينظر إليه بعينين محمرتين يتجلى فيهما الغضب و ينعكس فيهما ٱنعدام الرأفة بعد أن علم الحقيقة بأسرها، هو يدرك أن هذا الكابوس ماهو إلا ٱنعكاس لما يجول في عقله الباطن و تجسيد لكل الأفكار السيئة التي تلاحقه منذ فترة ليست بقصيرة.

إستقام متوجها نحو الحمام يغسل وجهه بالماء البارد في محاولة منه لٱستعادة الطمأنينة التي فقدها منذ مدة و لكن لا أمل فالهواجس تأبى أن تفارقه، لقد ٱتخذته رفيقا و سامرا.

إتجه فيما بعد نحو المطبخ ملبيا نداء بطنه، يخرج الطعام الذي وضبته له والدته من الثلاجة ليقوم بتسخينه و تناوله بينما يفكر فيما تخبئه له الأيام القادمة و في السبب الحقيقي الذي دفعه إلى القدوم إلى سيؤول رغم رفض والدته و تحذيرات كيوهيون المتكررة له ليزفر بشدة و يستقيم و قد فقد شهيته.

أليس الإنسان يهوى ركوب الأخطار و مجابهة المجهول؟

عاد إلى غرفة الجلوس، يفتح حقيبته ليخرج منها دفتر محاضراته مقررا البدء بالدراسة ليجد بطاقة هوية جاره التي أسقطها صباحا، هو أخذ يتأملها و يقرأ ما طبع عليها بتركيز شديد، قرر إرجاعها إلى صاحبها في الحال لذلك حمل نفسه متجها إلى الشقة المجاورة و قبل أن يغادر شقته خطر على باله أن يقوم بأخذ بعض الطعام لهيوكجاي كبادرة للتعارف و طريقة لتحسين علاقتهما لذلك قفل راجعا نحو المطبخ ليوضب بعض الطعام كما ٱقتطع جزءا من الكعكة التي حضرتها له والدته، هو نظر للطبق الماثل أمامه برضا ثم حمله قاصدا وجهته المنشودة.

وقف أمام الباب يستجمع شجاعته ثم ضغط على الجرس بخفة، لم تمض دقائق حتى فتح الباب ليتراءى هيوكجاي أمام ناظريه بملامح صارمة و شعر مبعثر، دونغهي ٱنحنى له ثم مد طبق الطعام و قبل أن ينبس ببنت شفة تفاجأ بالأخير يصفع يده و يرمي بالطبق على الأرضية ليتناثر محتواه في المكان بينما علا صوته مؤنبا

"يا لوقاحتك أيها الفتى! هل هذا ما خطر ببالك لتتقرب مني و تحصل على ٱستحساني؟ أنك يمكنك رشوتي بالطعام و ٱستمالة قلبي بملامحك البريئة و ٱبتسامتك المصطنعة؟ أتعتقد أنني شخص من السهل التلاعب به؟ يا لوضاعة هذا الجيل الجديد الذي يعتقد أنه يستطيع تسلق سلم المجد دون تعب أو ٱجتهاد! أغرب عن وجهي أيها الصغير و لا تعتقد أنني سأتساهل معك أو سأرأف بك في المستقبل"

هيونغ : من أنت؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن