هيونغ : من أنت؟

Part 4 : علاقات معقدة

"الماضي أبدا لم يمت... هو حتى بعد لم يمض"

ويليام فوكنر

عند ٱنتهاء المحاضرة، شرع الطلاب بمغادرة القاعة و من ضمنهم دونغهي و ريووك، إلا أن هيوكجاي كان له رأي ٱخر بهذا الشأن ليصدح صوته في الأرجاء

"أنت أيها الطالب المتأخر فلتبق، لدينا الكثير لنناقشه معا"

دونغهي ٱستجاب له ليبتعد عن ريووك و يتوجه نحو أستاذه بخطوات بطيئة و نفس تتوجس خيفة مما سيقوله له الأخير.

أما الطالب الٱخر فقد غادر القاعة و هو يتساءل عما ألم بأستاذه فشقيقه لطالما أخبره بأن الأستاذ لي من أكثر الأساتذة تفهما و من أحسنهم معاملة للطلاب، فما الذي حدث ليتصرف بقسوة و فظاظة مع دونغهي لمجرد أنه تأخر عشر دقائق بسبب الإزدحام؟

القاعة الٱن خالية من الطلاب، الصمت المطبق يحوم في الأرجاء تتخلله أنفاس دونغهي المتقطعة، هو خائف و بشدة مما سيفضي إليه لقاؤه مع أستاذه بعد كل ما حدث في اليومين الأخيرين، يكاد يجزم بأنه سيؤنبه و سيركله خارج حياته، و ذلك ٱخر ما قد يرغب به، هذا ليس ما كان يسعى إليه في الفترة الأخيرة.

يقف دونغهي وهو يحني رأسه و قد تعلقت عيناه بالأرضية أمامه متجنبا بذلك النظرات الحادة التي يرمقه بها هيوكجاي.

"إرفع رأسك أيها الطالب، ليس من ٱداب الحوار أن تتجاهل مخاطبك"

يرفع دونغهي رأسه ببطء ليفاجأ هيوكجاي ببضعة بلورات لامعة تحارب لتتمكن من مغادرة كستنائيتي الشاب الماثل أمامه، يغلق عينيه ساحبا نفسا عميقا، ٱخر ما يريده الٱن أن يضعف أمام هذه الملامح المنكسرة و تلك الدموع التي تغرس في صدره عشرات الخناجر، يفتحهما بعد لأي و عناء ليناظر الواقف أمامه و يقول بنبرة جافة

"إسمع أيها الشاب، نحن قد نكون جارين و لكننا في المقام الأول طالب و أستاذه، أنت عليك أن تعي هذا جيدا و أن تتصرف وفقه. من الأن فصاعدا فلتحاول ألا تظهر أمامي في البناية و لتحرص على الحضور في الموعد أثناء المحاضرات فأنا لن أتسامح لا معك و لا مع غيرك بهذا الشأن"

يومئ دونغهي متفهما بٱنكسار دون أن ينبس ببنت شفة، يعلم أنه لو حاول الكلام الٱن فستخنقه العبرات و سيتجلى ضعفه أمام هيوكجاي، يستدير مغادرا القاعة ليوقفه حديث الأخير

"بشأن ما حدث البارحة، أظنني علي الإعتذار، أنت لم تكن مذنبا، أردت فقط إرجاع بطاقة هويتي و الترحيب بي. لا تكرر هذا مجددا و لنحرص على أن تكون علاقتنا رسمية لما تبقى من هذه السنة الجامعية، أرجو أن لا تتقاطع طرقاتنا خارج الجامعة في القادم من الأيام"