"هل في قلبك متسع لأحزاني..
وهل في الليل متسع لجنوني..."
مجهول
دونغهي، و رغم أن قدمه كانت تؤلمه إلا أنه لا يستطيع أن ينكر بأنه قضى وقتا ممتعا خلال هذه الرحلة التي تمثل سابقة بالنسبة له.
في الليلة الأولى، تحلق الطلاب حول النيران المشتعلة التي ساهمت مع القمر المكتمل في إنارة المكان، تناولوا الطعام الذي أعده ثلة منهم ثم أخذوا يتبادلون أطراف الحديث فيما بينهم، دعابات تلقى هنا، أحاديث جدية تعلو هناك، قصص رعب عن المكان و خاصة عن الغابة المحيطة بهم يتم تداولها بين بعض الطلاب ليدب الخوف في بعض القلوب في حين أن البقية ما سلمت بما سمعته و ٱثرت تجاهل الأمر، شائعات تم الهمس بها في بعض الأركان و سخريات سمجة تناقلتها أفواه بعض الأشخاص السطحيين إلا أن الجو العام للسهرة كان مريحا و يبعث على الإسترخاء و الإستمتاع.
دونغهي ، كان يجلس برفقة ريووك و بعض الزملاء الٱخرين و الإبتسامة لم تفارق محياه، سعادة عارمة تغمره لأنه تمكن و أخيرا من تذوق طعم ٱخر مختلف و مميز لهذه الحياة، طعم و إن ٱمتزج باللذاعة إلا أنه لا يخلو من حلاوة تتسلل ببطء لتغمر كافة خلاياه، تهدئ أعصابه و تنسيه جل مخاوفه و لو ٱنيا، يتكئ بمرفقيه على الرمال بينما يميل برأسه على كتف ريووك و ٱنتباهه منصب على الروايات التي يتناقلها مجالسوه حول الجزيرة و تاريخها، حول هذه الغابة و قصص الرعب التي تنسب لها و حول هذا الشاطئ الذي لا يدري أحد متى تهيج أمواجه و تكشر عن أنيابها أما عيناه فقد تركزت حول النار المشتعلة أمامه و التي من خلالها يبصر هيوكجاي الذي كان قبالته يجالس مجموعة من الأساتذة.
رقت ٱبتسامته و لانت ملامحه و هو يتابع تعابير وجه الأكبر و تحركات جسده، وهاهو مرة أخرى يدرك أنه ألقى بنفسه في لجة من المحال النجاة منها فهو و إن كان قد قدم لسيؤول لأجل هيوكجاي و لا أحد غيره إلا أن الأمور قد خرجت عن سيطرته و وجد نفسه متعلقا به بطريقة قد تكون مؤلمة لكليهما لو كشف المستور.
أما هيوكجاي فقد كان يتبادل أطراف الحديث مع زملائه في شتى المواضيع و هو مستمتع بنسمات الهواء العليل الممتزجة بملوحة البحر التي تداعب وجهه و خصلات شعره التي أخذت تتطاير بخفة، حانت منه ٱلتفاتة تجاه طلابه ليلاحظ أنظار دونغهي المنصبة عليه، بادله ٱبتسامة سريعة لم يلتقطها الأصغر ثم أدار وجهه و قد ٱنقبض صدره حينما لمح بأطراف عينيه ذلك الشاب الذي أضحى يقض مضجعه بسبب شعوره بتأنيب الضمير تجاهه، عض على شفته السفلى يكاد يدميها و هو يود لو يرجع به الزمن إلى ذلك اليوم المشؤوم فيسحب كل تلك الكلمات الفظة التي نفثها في وجه صبي بريء لا ناقة له و لا جمل فيما حدث.
أنت تقرأ
هيونغ : من أنت؟
Fanfictionما الذي سيحدث للطالب الجامعي لي دونغهي عندما ينتقل للعيش بالشقة المجاورة لأستاذه لي هيوكجاي ؟ هل سيتمكن الإثنان من التواصل جيدا؟و ما الذي يخفيه لهما القدر في القادم من الأيام؟ كن صديقي... كن أخي... كن لي السند و الملجأ... *تندرج الرواية ضمن فئة البر...
