"حين يغمرك الحزن تأمل قلبك من جديد، فسترى أنك في الحقيقة تبكي مما كان يوماً مصدر بهجتك."
جبران خليل جبران
عينا دونغهي ٱتسعتا و هو ينظر للشخص الذي ٱستقام و فتح ذراعيه ليسرع الأصغر و يرتمي في أحضانه وهو يصرخ
"توكي هيونغ، لقد ٱشتقت إليك كثيرا"
ليتوك أخذ يمسح على ظهر دونغهي برقة و هو يشبع شوقه إليه من خلال ٱحتضانه بخفة بينما يقول
"أنا أيضا ٱشتقت إليك كثيرا دوني، موكبو أصبحت مملة جدا بعد مغادرة المشاغبين الثلاثة"
دونغهي أصدر قهقهة خفيفة قبل أن يبتعد عن حضن ليتوك و ينظر إليه بملامح تحولت فجأة إلى الجدية و بعيون تكاد تدمع
"أنا ٱسف و بشدة أنك ٱضطررت إلى قطع كل هذه المسافة من أجلي رغم ٱنشغالك الدائم"
ليتوك رسم ٱبتسامة هادئة و ربت على كتفيه بينما يجيبه
"لا بأس أيها الفتى الباكي، أنا كان يجب أن ٱتي لأشبع شوقي إليك ثم إنني أخوك في القانون و الوصي عليك لذا سأكون مهملا بحق إن لم أتواجد بجانبك عندما تحتاجني"
دونغهي كور يده على شكل قبضة و أخذ يضغط عليها في محاولة منه للململة شتات نفسه بعد الحديث الذي دار بينه و بين هيوكجاي و لكنه لم يفلح و ٱنخرط في نوبة من البكاء ليقربه ليتوك إليه و يشد في ٱحتضانه و يهمس له بنبرة مهتمة
"مابك دوني؟ ما الذي يزعجك و يؤرقك أيها الصغير؟"
دونغهي ٱكتفى بالصمت بينما صوت نحيبه أخذ يعلو شيئا فشيئا و شهقاته المكتومة تمردت عليه لتزيد من ألم ليتوك الذي يدرك مقدار معاناة الصبي و تخوفه مما يحمله له الغد، هو أخذ يربت على ظهره بخفة و يردد
"كل شيء سيكون بخير دوني ٱه، فلتتحل ببعض الأمل و الثقة، فلا بد لليل أن ينجلي و لا بد للفجر أن يبزغ معلنا عن بداية يوم جديد مليء بالسعادة و الجمال، أنت فتى جيد لذلك مهما كانت الحياة قاسية معك الٱن فهي ستلين في القريب العاجل أمام طيبة قلبك و نقاء سريرتك"
دونغهي سحب نفسه من حضن ليتوك، جفف دموعه بكفيه الصغيرين ثم حاول رسم ٱبتسامة صغيرة بينما يقول بصوت مهزوز
"لا بأس توكي هيونغ، أنا بخير، أنا فقط أشتاق إلى أوما كثيرا كما أن كلماتك هذه بلسم لجروحي"
ليتوك ٱبتسم للطافة دونغهي و محاولته للتظاهر بالشجاعة بينما قلبه يعتصر ألما لحال الصبي الذي منذ تعرف عليه و هو يحمل هموما أكبر من سنه، الحياة كانت قاسية معه، حرمته حنان الأب ثم أثقلت كاهله بمرض عضال، ما مر به دونغهي يهد الجبال و لكن الفتى شجاع، يتحلى بطاقة كبيرة و بحب صادق للحياة و للٱخرين، نقاؤه و عفويته هما ما جعلاه يقبل عرض والدته ليكون أخاه في القانون و الوصي عليه في حال حدوث أي مكروه لها، هو لم يكن مجرد مهندس مساعد لها بل أصبح جزءا من عائلتها لأنه كان يحسن معاملة طفلها الوحيد و يعتني به خلال غيابها و عند ٱنشغالها بأعمالها.
![](https://img.wattpad.com/cover/169568994-288-k688496.jpg)
أنت تقرأ
هيونغ : من أنت؟
Fiksi Penggemarما الذي سيحدث للطالب الجامعي لي دونغهي عندما ينتقل للعيش بالشقة المجاورة لأستاذه لي هيوكجاي ؟ هل سيتمكن الإثنان من التواصل جيدا؟و ما الذي يخفيه لهما القدر في القادم من الأيام؟ كن صديقي... كن أخي... كن لي السند و الملجأ... *تندرج الرواية ضمن فئة البر...