"التقينا إذن..
الذين قالوا «الجبال وحدها لا تلتقي».. أخطأوا.
والذين بنوا بينها جسورًا، لتتصافح دون أن تنحني أو تتنازل عن شموخها.. لا يفهمون شيئًا في قوانين الطبيعة.الجبال لا تلتقي إلّا في الزلازل والهزّات الأرضيّة الكبرى، وعندها لا تتصافح، بل تتحوّل إلى تراب واحد.
التقينا إذن..
وحدثت الهزّة الأرضيّة التي لم تكن متوقَّعة، فقد كان أحدنا بركانًا، وكنت أنا الضحيّة"أحلام مستغانمي-ذاكرة الجسد
ترسل أشعة الشمس خيوطها الأولى على مدينة سيؤول عاصمة كوريا الجنوبية، تلك المدينة التي لا تهدأ أبدا، تلك المدينة التي يقطنها حوالي العشرة ملايين ساكن و تتقاطع طرقات الٱلاف منهم يوميا دون أن يعبأ أي شخص بالٱخرين، الكل يسير نحو وجهته المحددة و المرسومة بدقة دون أن يلقي بالا لما يحدث من حوله.
أنت ستكون محظوظا بحق إذا ما تمكنت من العثور على الحب الحقيقي في هذه المدينة التي تتجسد فيها الحداثة و العولمة بأسوء صورها و ستكون الأكثر حظا إذا ما صادفت في طريقك شخصا يمكنك أن تدعوه بالصديق، تسكن إليه نفسك المضطربة و تلجأ إليه و أنت منهك القوى، فاقد الروح فيحمل همك على عاتقه و يصنع من ضعفك قوة و يشاركك أحزانك قبل أفراحك.
في تلك المدينة و بالتحديد في إحدى شققها التي لا تتميز عن غيرها بشيء يذكر، يستعد لي دونغهي، الطالب الجامعي ذو الثمانية عشرة عاما لمغادرة شقته، يحمل حقيبة ظهره و يضع سماعات أذنه ثم يشق طريقه نحو مصعد البناية ليقف لبعض الوقت ينتظر وصوله بينما تطرق قدماه الأرض لفرط توتره فهذا يومه الأول في هذا المكان كما سيكون أيضا يومه الأول في جامعة سيؤول الدولية أين سيباشر دراسة الإقتصاد و إدارة الأعمال.
في الشقة المجاورة له، و فقط على بعد بضعة خطوات منه، يلقي لي هيوكجاي نظرة أخيرة على هيأته قبل أن يغادرها متجها إلى عمله، يغلق باب الشقة و يتجه نحو المصعد لتتراءى له هيأة غير مألوفة تنتظر هناك، إذن هذا هو جاره الجديد!
يلقي عليه نظرة سريعة من الخلف، الشخص الماثل أمامه يقصره فقط ببضعة سنتيمترات، ضئيل الجسم، يرتدي سروالا من الجينز و هودي رماديا، شعره الأسود الفاحم تتمرد بعض خصلاته لتظهر من خلف تلك القبعة التي تستقر أعلى رأسه، هو بالتأكيد يصغره سنا.
يتقدم منه ببطء بينما يدعو في داخله أن يكون جاره الحديث طيب المعشر، لين الطباع فهو قد ضاق ذرعا بجيرانه القدامى المزعجين و غير المحترمين، أصوات صراخهم و شجاراتهم تتعالى حتى بعد منتصف الليل، ناهيك عن تلك الحفلات الصاخبة التي يقيمونها نهاية كل أسبوع دون مراعاة لحقوق الجوار أضف إلى كل ذلك جفاءهم و مراسهم الصعب عند التعامل معهم، هو كان بالفعل ينوي ترك شقته لو لم يبادروا هم بالقيام بذلك.
![](https://img.wattpad.com/cover/169568994-288-k688496.jpg)
أنت تقرأ
هيونغ : من أنت؟
Fanficما الذي سيحدث للطالب الجامعي لي دونغهي عندما ينتقل للعيش بالشقة المجاورة لأستاذه لي هيوكجاي ؟ هل سيتمكن الإثنان من التواصل جيدا؟و ما الذي يخفيه لهما القدر في القادم من الأيام؟ كن صديقي... كن أخي... كن لي السند و الملجأ... *تندرج الرواية ضمن فئة البر...