"فترات السفر طويلة ومملة لمن ليس له رفيق في رحلته، وكذلك رحلة الحياة."
عبد الوهاب مطاوع
دونغهي وضع يده على فمه مانعا ضحكة صاخبة من مغادرة شفتيه و جلب الإنتباه له فهيوكجاي بدا له لطيفا و مضحكا و هو يحاول التظاهر بأنه يمتلك سرا خطيرا و مهما، أومأ برأسه مؤكدا رغبته في معرفة المستور ليقترب منه الأكبر و يلتصق به مستعدا للكشف عن سبب تصرفاته الغريبة لهذا اليوم.
و عندما أصبح هيوكجاي قريبا من دونغهي، لاحظ عيناه المتسعة المترقبة لمعرفة ما يخفيه و ٱبتسامته اللطيفة التي يحاول جاهدا كبحها حتى لا يجذب الإهتمام نحوهما، تنفس بعمق قبل أن يبتعد عنه و يرجع رأسه على الكرسي مغمضا جفنيه وهو يقول
"أنا أتراجع، لا أريد أن أفقد هذه الملامح المتطلعة، سأحتفظ بالسبب في الوقت الراهن"
عبوس شديد ٱرتسم على ملامح دونغهي الذي لم يرضه هذا القرار ليسارع بتقليص المسافة بينه و بين الأكبر و يضيف بنبرة معترضة حزينة
"ياه هيونغ! هيا أخبرني بالسبب، ليس عادلا أن تبقي أمرا يخص كلينا سرا عني، أعلم أنك لست قاسيا لتبقيني أنتظر على أحر من الجمر"
إتسعت عيناه، لانت ملامحه و هو يقوس شفتيه معطيا هيوكجاي وجه الجراء الذي يجزم بأنه لن يستطيع مقاومته إلا أن الأكبر ألقى عليه نظرة ملؤها التحدي بينما يدفع جبينه بسبابته مصرحا
"سارقو القبلات و الأطفال المشاغبون لا يستحقون معرفة سري، لذلك فلتهدأ و لتحصل على قسط من الراحة ريثما نصل إلى جيجو"
تنهد دونغهي بقلة حيلة و تراجع إلى مكانه بينما تعلوه علامات التعجب و الإستغراب، أقال هيوكجاي "سارقو القبلات" ؟ ما الذي يقصده بكلماته هذه؟ ليس و كأنه هو من كان يطالب هيوكجاي بتقبيله في الفترة السابقة، الأكبر هو من كان يعامله كطفل صغير يستحق قبلة ما قبل النوم، كز على أسنانه بغضب محدقا بالٱخر بغيض طفولي و هو يزفر مرارا و تكرارا بصوت مسموع لعل هيوكجاي يغير رأيه و يخبره بما يزعم بأنه سر مهم رغم أنه في قرارة نفسه يظن بأنه فقط يقوم بإغاظته مستمتعا بردة فعله المبالغ فيها.
أما هيوكجاي فقد أغمض عينيه متجاهلا ٱعتراض الأصغر بينما يرسم ٱبتسامة واسعة و هو يتذكر ذلك الفتى الصغير الذي قابله منذ ثلاثة عشر عاما و لامس أعماق مشاعره بسلوكاته الفطرية، أحاديثه البريئة و ملامحه التي و إن كان لا يتذكرها جيدا إلا أنه واثق تمام الثقة بأنها كانت ملامح هادئة، مسالمة و مسببة للإدمان.
مضت ساعة الطيران على ما يرام حتى حطت الطائرة في مطار جزيرة جيجو ليغادرها المسافرون و يتجهوا نحو تلك الحافلات التي قد أعدت مسبقا لٱستقبالهم، جرى دونغهي ليتعلق بريووك و يركب إلى جانبه يتجاذبان أطراف الحديث، مال ريووك نحو دونغهي يسأله بهمس بالكاد يكون مسموعا
أنت تقرأ
هيونغ : من أنت؟
Fanfictionما الذي سيحدث للطالب الجامعي لي دونغهي عندما ينتقل للعيش بالشقة المجاورة لأستاذه لي هيوكجاي ؟ هل سيتمكن الإثنان من التواصل جيدا؟و ما الذي يخفيه لهما القدر في القادم من الأيام؟ كن صديقي... كن أخي... كن لي السند و الملجأ... *تندرج الرواية ضمن فئة البر...
