Part 7: البحار التائة

1.1K 45 35
                                    

"كنت أريد أن أحيا، لا أن أعيش وأنا أحلم بالحياة!"

غادة السمان





في شقة هيوكجاي و بالتحديد في مكتبه، كان دونغهي يقوم بطباعة بعض الأوراق على الحاسوب و عيناه تتنقل بين العمل الذي عليه إنجازه و بين أستاذه الذي يجلس غير بعيد عنه منغمسا في الكتابة و قد تشكلت كومة من الأوراق على جانبه الأيمن، دونغهي ٱبتسم ٱبتسامة واسعة و أعاد بصره إلى لوحة الحاسوب وهو يسخر من غبائه الذي خيل له أن بإمكان هيوكجاي أن يتسبب بأذيته.





Flashback





دونغهي أغمض عينيه و ٱستسلم منقادا لهيوكجاي الذي كان يسحبه، لم يفتحهما إلا عندما سمع إغلاق باب خلفه ليتفاجأ بتواجده في غرفة واسعة تزينها رفوف خشبية قد ٱستقرت عليها مئات الكتب و يتوسطها مكتب قد تموضع فوقه حاسوب محمول و رزمة من الأوراق و الدفاتر و غير بعيد عنه أريكة جلدية زادت المكان هيبة و رونقا، لقد تم أخذه إلى مكتب هيوكجاي و ليس إلى غرفة التعذيب المظلمة و الباردة التي صورتها له مخيلته الخصبة.

هيوكجاي دفعه على كرسي المكتب و قام بتشغيل حاسوبه الشخصي و وضع مجموعة من الأوراق أمامه وهو يقول

" فلتقم بنقل محتوى هذه الأوراق على الحاسوب كتعويض على إزعاجي و ٱقتحام مساحتي الشخصية"

دونغهي ظل يحملق فيه دون أي ردة فعل، إذن هذا هو عقابه! الأمر لا يبدو سيئا البتة بل هو سعيد لأنه سيتمكن من تقديم يد المساعدة لأستاذه.

هيوكجاي ٱتجه إلى الأريكة المقابلة و قبل أن يشرع في عمله أضاف بنبرة متهكمة

"فلتعتبر نفسك محظوظا إذ أنك تطلع على محتوى محاضراتي قبل الجميع"

هو أردف بصوت أعلى عندما لاحظ شرود الٱخر الذي لا يزال يحاول ٱستيعاب الوضع برمته

"هيا أيها الصغير، لتشرع في العمل بسرعة، أمامنا الكثير لإنجازه كما يجب علينا أن ننام مبكرا للذهاب إلى الجامعة بالغد، هيا فكلما كنت أسرع كلما كانت عودتك إلى منزلك أقرب"

دونغي ٱكتفى بالإيماء و بدأ في كتابة محتوى المحاضرة الخاصة بصفهم على الحاسوب بينما هيوكجاي أخذ يكتب تفاصيل محاضرات بقية المستويات.





End of flashback






بعد حوالي الساعتين من الإنغماس في العمل و الإنتقال إلى عالم خاص به، رفع هيوكجاي رأسه تجاه جاره الصغير ليفاجأ به نائما على طاولة المكتب، تأفف بٱمتعاض شديد ثم ٱستقام متجها نحوه و هو يعتقد أنه ٱستسلم للنوم متجاهلا العمل الذي أوكله إليه ليخيب ظنه حين وجد أن دونغهي قد قام بكتابة كل المحاضرة إلا أنه لم يقم بتسجيلها لذلك أسرع هيوكجاي بتسجيلها و أغلق حاسوبه، ثم  نظر إلى دونغهي النائم بعمق ليربت على كتفيه بلطف و هو يقول

هيونغ : من أنت؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن