سر الإكسفير

عاصفةٌ من الألم: لا خيار

استمرّ هيرومي بالركض، حتى وصل إلى ذلك الباب الخشبيّ

أخرج مفتاحه وحاول إدخاله، ولكنّ يده انزلقت من عجلته، فعاد لالتقاط المفتاح، وفتح الباب بعنف. وأصاب كوكورو به الذي كان يمرّ أمامه، صاح كوكورو: ماذا تفعل؟

ولكنّه صُدم حين رأى وجه هيرومي وهو يقف أمامه لاهثًا مبلّلًا، قال كوكورو مذهولًا: ماذا حَدث؟

قال هيرومي بصوتٍ متهدّج: السمّ، لقد صنعته.. لقد قتلت واحدًا آخر

فقست ملامح كوكورو قليلًا، وقال بجفاء: لماذا؟ لقد كنت قادرًا على الرّفض، لقد طلبت مساعدتك، ولكنّك لم تساعدني

قال هيرومي بصوتٍ ضعيف: لا أريد الشعور بهذا مجدّدًا، لا أريد. ولكنّني لا أستطيع

أبعد هيرومي ياقته، لتظهر علامةٌ على رقبته، ففوجئ كوكورو، وووقف يتأملها مذهولًا: ختم تقييد؟

- لا، يستطيع ساحرٌ تحطيم ختمٍ من ذلك لمستوى، إنّها لعنة. لديها القدرة على جعلي أرى الكوابيس، وبالتالي التحكم بي

هدأ كوكورو، وقال بهدوء: لذلك كنت منصاعًا له لتلك الدرجة... آسف، أنا لم أثق بك بعدما رأيته منك

استرخى هيرومي قليلًا، ولكنّ كوكورو عاد وقال له بانفعال: ومع ذلك، كنت تستطيع القتال، تستطيع الاحتجاج، قاوم. هيرومي، لقد تخليت عن كونك شخصًا، تركت إرادتك، لقد أصبحت شخصًا قاسيًا بحقّ كما أراد والدك

فدهش هيرومي، وابتعد عن كوكورو، وجلس مستندًا إلى الجدار بكآبة. قال كوكورو: لا تستسلم وتمت هناك. فلتجعل إرادتك تعيش، اعمل لأجل من قتلتهم وكفر عن ذنبك

- لو فعلت ذلك.. هل سيسامحني يوكي؟

"من هو يوكي؟"

رغم ذلك التساؤل في رأسه، تأمل كوكورو هيرومي الذي كان الظلام والبؤس ينبعثان منه، غارقًا في اليأس، وذكره بنفسه حين لم يجد أمّه. فوجد نفسه يقول له بابتسامةٍ دافئة: نعم، أنا واثقٌ أنّه سيفعل.

راقب الرّئيس ما يحدث عبر الشاشة بابتسامة

- ما زلت تحتاج للنضوج أكثر، هيرومي-كن

-

استيقظ هيرومي مسترخيًا، وقام عن السرير، وارتدى ملابسه، وهو يتأمل الفراغ بوجهٍ مسترخي. وذهب وهو يشعر بابتهاجٍ غريب إلى كوكورو، وأخذه، وسارا معًا منذ الصباح الباكر، وكوكورو يتأمل يد هيرومي بشرود.

-

وقف الصبيّان أمام الرّئيس في مكتبه، الذي قال وهو يعطيهما ظهره كالمعتاد: لديّ مهمّةٌ لكما

قال هيرومي: ما هي؟

التفت الرّئيس فجأة، وقال لكوكورو: هلّا خرجت قليلًا؟ لبعض الوقت فقط، أريد الدردشة مع ابني، دردشةٌ عابرة