"لماذا؟"

1.6K 125 31
                                    




راقبه هيرومي بصمتٍ طويلًا

" لماذا تبكي؟ من الفرح؟ لقد رأيت طعامًا من قبل، ولم تبكِ. هل كنت جائعًا للغاية؟ هل هذا النّوع مميّز؟"

"لا أفهم، لماذا؟"

قل هيرومي ببطء: لماذا تبكي؟

فالتفت كوكورو إليه مذعورًا، وأسرع بمسح دموعه بكمّه. بقي هيرومي يتأمله بفضولٍ كبير. فشل كوكورو في كبح دموعه، فعاد للإجهاش بالبكاء، وهو يراقب. فاقترب هيرومي، ونظر إلى يد كوكورو التي استمرٌ بالتحديق بها، كان يمسك بعلبة زبدة الفستق. قال هيرومي: هل تكرهه؟

ولكنّ كوكورو لم يجب، سقط على ركبيته فقط، واستمرّ بالإجهاش بالبكاء. فوقف هيرومي، وأغلق الثلاجة، وخرج من الغرفة، تاركًا كوكورو يبكي...

سار هيرومي في الطريق في منتصف اللّيل بعينين واسعتين، وهو يراقب الطريق، ثمّ توقف عن السير، ونظر إلى الطريق المتجه إلى اليسار

"البيت من هناك"

وبقي هادئًا لحظة، ثمّ سار إلى الطريق على اليمين متأملًا ويداه في جيبه. نظر حوله، ورأى أطفالًا يركضون في الحديقة ويلعبون. نظر إلى اليسار فرأى سيّدةً تحمل طفلها وتسير. شعر ببللٍ في رأسه فرفعه، فرأى المطر بدأ بالهطول، ركضت السيدة والأطفلا ليحتموا من المطر، ولكنّه بقي واقفًا في وسط الطريق ويداه في جيبه. اشتدّ المطر، وتبلل بالكامل، مدّ يده وفتحها، لتسقط حبيبات المطر فوقها

"إنّها تشبه دموعه... لماذا كان يبكي؟"

"الأطفال جبناء، عندما تهددهم يخافون، ولكنّه مختلف. لقد عصى أمري، وأصرّ على العصيان، من أين هذا الإصرار؟ لماذا يهتمّ بأمر طفلٍ غريب؟ هل كانا يعرفان بعضهما في الماضي مثلًا؟ ولكنّه لم يعد فأر تجارب، ليس بحاجةٍ للعودة للماضي مجدّدًا"

"لماذا أستمرّ بطرح السُّؤال على نفسي؟ هو لم يجبني.. وانتهى الأمر، ولكن لماذا لا أستطيع التفكير بشيءٍ آخر؟ أشعر أنّه غريب، أريد أن أفهم، لماذا هو غريب؟"

"إنّه مزعج، عالةٌ عليّ، أبله. ولكن كيف علم أنّ في التبغ النيكوتين؟ وأنّه سام؟ أليس غبيًّا لا يعرف شيئًا عن العالم الخارجيّ إلّا زنزانته؟ لقد انتبه للظلّ خلفي قبلي وهو يهاجمني، ونبّهني، أليس غير قادرٍ على مساعدة نفسه؟"

"بحقّ السماااء، ما هذاا؟ فليخبرني أحد، ماذا يكون هذا؟"

توقف هيرومي عن السّير.. وبقي واقفًا في منتصف الطريق.

هدأت ثورة كوكورو قليلًا، وتكوّر على نفسه على الأرض، وأبعد المرطبان. ثمّ دخل إلى سريره، وتكوّر في داخله مكتئبًا.

-

رنّت ساعة هيرومي ورّنت، ولكنّه كان جالسًا على الأريكة يمسك كتابًا وكأنّه لا يسمعها. تمتم: الأطفال غالبًا لا يصرّحون بمشاعرهم، لذا يجب على الكبار اكتشاف تأثرهم. ١/ هل بدأ طفلك برفض الذهاب إلى المدرسة من قبل؟ غالبًا... "لا لم يبدأ، ليست هذه"

سر الإكسفيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن