غِيبَة

548 70 10
                                    


قال أكيهيرو وهو يستعيد توازنه بصعوبة: سيّدي، ألم تستدعني لأنّني كنت فظًّا مع ابنك في الأمس..؟

ابتسم كين، وقال: استرخِ أيُّها الشّاب، لقد ناديتك لنتبادل بعض الكلمات..

رفع أكيهيرو رأسه وقد تغيرت نظرته لنظرةٍ جديّة. قال أكيهيرو بهدوء: عن..؟

سأسألك مباشرة، قلت أنّك التقيت بهيرومي- كن في الأمس، أليس كذلك؟نعم..حسنٌ جدًّا، متى وأين التقيت به؟

سكت أكيهيرو لهنيهة، وهو يشعر بالرّيبة، حتى قال: في الحقيقة في أوّل يومٍ من إجازتي قبل أسبوعين، في اللّيل.. زارني في منزلي

هكذا إذن، وتلك آخر مرّةٍ رأيته فيها؟

كانت لهجة كين تتغيّر شيئًا فشيئًا، والجوّ كلّه يتغيّر. شعر أكيهيرو بضغطٍ غريبٍ جدًّا يخرج من ذلك الرّجل. أومأ أكيهيرو إيجابًا بتوتر. بقي كين يتأمله صامتًا.. شعر أكيهيرو وكأنّه بات شفّافًا من كلّ اتجاه، وأنّ كين لو نظر إليه فسيرى الجدار خلفه عبره. بالتدريج، بدأ أكيهيرو يتخيّلنفسه في جلسة استجوابٍ أمام محقّق، وخلف قضبان سجن. بقي كين صامتًا وكلّ ذلك يحدث، بتعابير وجهه فقط...

قال أكيهيرو خائفًا حقًّا: أنا... أقول الحقيقة، لا أعلم أين ذهب...

بقي كين صامتًا، فأكمل أكيهيرو: ل-لقد بدى مستاءً، وخرج دون قول أيّ شيء...

...آه، لقد خرج لأنّني طردته في الحقيقة، لقد كان يحاول دخول غرفةٍ خاصّةٍ بي فغضبت، تعلم... الإنسان يستاء حينما يتمّ التدخّل في أموره الشخصيّة......

شعر أكيهيرو بضغطٍ رهيب، وكأنّ كين يكبر ويكبر أمامه حتى يكاد يسحقه، حتى صاح مجبرًا: لقد كانت غرفة يوكي القديمة

أخيرًا، تبخر الضغط الرّهيب ذاك، فسكت أكيهيرو، وجلس يلهث متعرّقًا وهو ينظر إلى كين. ببطء، تربعت ابتسامةٌ على ثغر كين، وقال: هكذا إذن..

وضع أكيهيرو يده على صدره ونظره بالأرض، وقال ببطء: نعم...

رفع عينيه ببطء، ونظر إلى كين منتظرًا أمرًا بالانصراف، ولكنّ كين بقي مبتسمًا بهدوء...

صرّ أكيهيرو على أسنانه، "كنت قد بدأت أنسى... أيّ نوعٍ من الرّجال يكون هذا الرّجل.."

بنبرةٍ مختلفةٍ بجلاء، تغيرت نظرة عينيّ أكيهيرو، وتغّير صوته وهو يقول بصوتٍ هادئ التمس فيه كين استياءً عابرًا أُخفي بسرعة: سيّدي، هل هناك ما أساعدك به أكثر؟

توسعت ابتسامة كين، وقال وقد اختفى الودّ تمامًا من صوته الآن: أخيرًا توقفت عن التمثيل؟

نظر أكيهيرو بعيدًا ببع ضالتوتر، وقال منزعجًا: ليس هناك ما أستطيع فعله أكثر، سيّدي. أنت لم تقابلني منذ ذلك اليوم قبل خمس سنوات، لقد غيرت تعاملي مع النّاس هنا، وأنت تعلم أنّني أحاول التأقلم كأحد المهرجين والعيش هنا بسلامٍ دون أن يلاحظني أحد، أنا لا أريد تكرار الماضي، لماذا تستدعيني وتسألني عن هيرومي في هذا الوقت؟

سر الإكسفيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن