في الصورة: كيريتو.
بعد أسبوعين...
مشى كيريتو بهدوءٍ واتزانٍ كعادته، حتى وصل إلى ذلك الباب، فزفر مغمضًا عينيه، ثمّ طرق عدّة طرقات. قال صوتٌ من الدّاخل: ادخل.
فتح كيريتو الباب، وأغلقه خلفه بعد دخوله، ثمّ تقدّم قائلًا: لمَ استدعيتني يا ترى؟
خلف ذلك المكتب الثّخين الخشبيّ، استدار رجلٌ، وقال مبتسمًا: أريد منك استدعاء شخصٍ إليّ
أومأ كيريتو قائلًا: من يكون يا ترى؟
—
ركض أكيهيرو محلّقًا من بين النّاس الذين غضبوا وصرخوا بهذا الشاب الشائط أن يتمهّل. ردّد أكيهيرو: تأخرت، تأخرت، تأخرت. سأُقتل
...
بعد جهدٍ جيد، وصل أكيهيرو قبل نهاية وقت الدّخول وسجّل دخوله إلى الشركة في آخر لحظة. تنهّد أكيهيرو وقال: لقد سهرت طوال اللّيل قلقًا ولم يوقظني المنبّه..
التفتت حوله بتوتر، "يا ربّي، أتمنى ألّا ألقاه. لو التقيت به بعد طردي إيّاه أمس، ماذا سأقول؟"
"خصوصًا أنٌه أصبح فضوليًّا جدًّا مؤخّرًا، بماذا سأخبره؟ بل أسوء من ذلك، ألن يغضب منّي؟"
تنهّد أكيهيرو منزعجًا وهو يضع يده على جبينه: لقد تغيّر هيرومي، قد لا يهتمّ بذلك فقط.. لآمل أن يتجاهل ذلك...
وصل أكيهيرو إلى باب غرفة الباحثين، ولكنّ لم يتجرأ على الدّخول، فوقف يحدّق بقلقٍ من الخارج. أتت كوريني من بعيد حاملةً الكثير من الصناديق، عندما اصطدمت به من الخلف بالخطأ، فسقطا على الأرض. تنبّه الباحثون، وقف جيم متنبّهًا، ونظر إليهما وقد سقطا فوق بعضهما. غرق جيم بالضّحك من منظرهما...
هاهاها، ماذا تفعلان على الأرض؟
تجاوز أكيهيرو الباحثين ببطء، ليجلس في مقعده محاولًا عدم إصدار أيّ صوت كي لا يلاحظه الجالس على المكتب بالمجاورً لم يصدر صوتٌ من مكتب هيرومي، فاختلس أكيهيرو نظرةً بتوتر... شعر وكأنّه ضفدعًا داس رأسه، او حمامةٌ تبولت عليه، وهو يتأمّل مكتب هيرومي الفارغ...
قال أكيهيرو دون أن يتحرّك: جيم، أين هيرومي؟
نظر جيم إلى أكيهيرو تاركًا ما كان يعمل عليه، ليقول: هاه؟ إنّه غائب، هل تريد منه شيئً ما..؟
لا...
استدار أكيهيرو ليبكي في صمت، وعلى وجهه تعبري المناضلين، "لقد سهرت ليلةً كاملة دون أيّ فائدة!"
"أكيهيرو- سان، إنّ..."
بدا أكيهيرو كمن آصيب بصعقةٍ كهربائيّة حين وصله ذلك الصّوت من خلفه، فقفز إلى الخلف فوق المكتب هاربًا، ليتعثّر بعدّة أوراق ويسقط فيصطدم وجهه بالمكت بالمقابل، صاح أكيهيرو: مؤللللللم!
ساكتًا، نظر كيريتو إليه ولسان حاله يقول: "هل فقد عقله؟"
صاح أكيهيرو: آه هيرومي انتظر، أرجوك انتظر لأشرح لك... في الأمي كان سوء تفاهم، ونعم وكل ما هناك أنّني... و....
أتعرفون عندما ننهمك نحن الأولاد بمشاهدة فلمٍ ما، وتنادينا والدتنا ولا نسمعها، فتأتي غاضبةً وتفصل قابس الكهرباء للتلفزيون...؟ هكذا، عندما رأى أكيهيرو كيريتو يحدّق فيه مانعًا نفسه من نعت أكيهيرو بالجنون. كفلمٌ توقف في المنتصف، انقلب إلى صخرةٍ من الفولاذ وهو ينظر إلى كيريتو. حمحم كيريتو ببعض التوتر، واستدار قائلًا: الرّئيس يطلب لقاءك، سأستأذنكم.
أغلق كيريتو الباب...
لا زال الصمت مخيّمًا... كان الجميع ساكتًا وهم ينظرون إلى أكيهيرو الذي لم يزل متحجّرًا...
—
مجدّدًا، حاول قلب أكيهيرو الخروج من صدره فاندفع وضرب جدار معدته، ولكنّه لم يخرج. عاد وحاول وحاول داقًّا بقوّةٍ كبيرة، ولكن بلا جدوى. كان وجه أكيهيرو أزرق تمامًا... ذهنه أبيض تمامًا، وجسمه متشنّج... أكيهيرو باحثٌ متواضع على الأكثر، لولا صداقته بالمصادفة لهيرومي لربّما كان مطرودًا فضلًا عن أدنى رتبة. ليست لديه أيّ إنجازاتٍ أو اكتشافات، ولا يتمتع بمعرفةٍ مميّزة، أو مهارة، بل يبدو سخيفًا أغلب الوقت. بالمقابل الرّئيس كين أحد أعمدة البلاد الداعمة المهمّة، بشهرته العظيمة، ويندر ما يرسل هذا الرّئيس المهيب في طلب أحدٍ غير أبناءه، والآن، طُلب أكيهيرو...
تمتم أكيهيرو: أخذ خمسة عشرة نفسًا، تم. ربطة العنق مربوطة، تم. العطر، تم. تمرينات التمدّد والمصافحة، تم.
زفر أكيهيرو متوترًا، ثمّ قال: نعم! أنا جاهز!
وتقدّم خطوة.... مجدّدًا، توقف الفيلم عند هذه النقطة. تجمّد أكيهيرو لتنساب دموعه وهو يقول: أنا خائف..
-أكيهيرو-سان؟ ألم تدخل بعد؟
قال كيريتو ذلك وهو يمرّ به. عادت الكهرباء لتصعقه، وصاح أكيهيرو صيحةً ملجلجةً ترددت في كلّ أنحاء البناء: مامااااااااااااا!
—
بعد قليل كان أكيهيرو جالسًا يرتجف، والدّموع في عينيه تعبر عن حالته العاطفيّة جيّدًا على أريكةٍ أمام مكتب كين. مبتسمًا ابتسامته المعتادة، قال كين: أهلًا بك في مكتبي، أكيهيرو-كن
ردّ أكيهيرو بأسنان تصطكك: أ-أ-أهلًا!وم-من الشرف لي هذا.. و... نعم...
قال كين مبتسمًا: أكيهيرو-كن، يمكنك أن تهدأ.. فأنا لا أعضّ...
بدأ وجه أكيهيرو في الشّحوب كالأموات، "سيّء.. سيّءٌ للغاية، ماذا يجب أن أفعل؟ بماذا يجدر بي الرّد؟"
غيّر كين موضع يديه على الطاولة مغمضًا عينيه، وقال بلهجةٍ أقلّ ودًّا: إذن، هلّا انتقلنا إلى صلب الموضوع؟
با-بالطبع..فتح كين عينيه، لتظهر نظرةٌ أخرى، عينان ثاقبتان سدّدهما إلى أكيهيرو تمامًا، شعر أكيهيرو كما لو كان جالسًا بمقابل فوّهة بندقيّة. استجمع شجاعته وقال: ب-بالنّسبة لما حدث في الأمس...
انحنى وصاح: أعتذر على وقاحتي مع السيّد ابنك بشدّة، وأؤكّد على ندمي!
ران صمتٌ غير محبّب.. فتح أكيهيرو واحدةً من عينيه، ورفعها متلقّفًا نظره. بعد برهة، كان كين بابتسامة: أكيهيرو-كن.... منذ برهة، عمّا تتحدّث بحقّ الله...؟
....
انسلخت روح أكيهيرو عن جسده، وحلّقت في سماء الله الواسعة....
أنت تقرأ
سر الإكسفير
Actionالإيتشينوسي، أحد أغنى العوائل في البلاد، المشهورون باكتشافاتهم العلميّة ومختبراتهم. تبدو صورتهم لامعة للغاية من بعيد، ولكنَّها ليست كذلك، العبيد الذين تمّ بيعهم للعائلة يعون ذلك جيّدًا. وريث الإيشينوسي شابٌّ قاسي بلا قلب، قرّر في يومٍ من الأيّام أخذ...