"ما الذي قاله؟!"

492 63 12
                                    


بدايةً يا رفاق، أعتذر للغاية. إنّني من أولاءك الأشخاص المزاجيّين الذين ينسون الأشياء كثيرًا، نوعًا ما، كنتُ قد نسيت بأنّني أكتب هذه القصّة (وهي واحدةٌ من عشرين غير منشورة، بالمناسبة) أو بأنّ عليّ نشرها وسحبت سحبةً طويلةً للغاية، عذرها السخيف جدًّا أنّني نسيت! 

بالتأكيد لا أنوي ترك هذا الإعتذار عديم المعنى، لذا سأنشر فصلين دفعةً واحدة في محاولةٍ للتعويض.

محتارًا، تبعهم كوكورو حتى مفترق طرقٍ وقفوا فيه، كان ظلٌّ يقترب من بعيد، تطلّع كوكورو من بين أجساد الرّجال الضٌخمة محاولًا تبيّنه، ليدهش برؤيته..

سار أكيهيرو متوتّرًا خلف كوريني، هناك أمرٌ ما غير طبيعيّ، كلّ ما يحدث لا يبدو طبيعيًّا...

لماذا قد يؤذي هيرومي كوريني؟ لماذا قد يحبس إيلين؟ إنٌ من تتحدّث عنه يبدو شخصًا مختلفًا تمامًا، هيرومي، ماذا حدث لك؟ هل بدأ بعصيان الرّئيس كين أيضًا؟

نزل أكيهيرو الدرج كاملًا، محاطًا بغيوم الظلام السوداء التي منعته من رؤية أيّ شيء..

تقدّم كين ببطءٍ بوجهٍ هادئ، ليسير الرّجال خلفه، ويدفعوا كوكورو معهم..

"الوغد..! لماذا أتى..؟!"

التفتت كوكورو حوله بتوترٍ متفحّصًا، "ماذا؟ إلى أين يأخذونني؟"

كانت وجوه الباحثين تتطلّع إليه بنظراتٍ غريبة وهم يسيرون، كان ذلك الطّابق مظلمًا كالمعتاد وبشعًا... سمع كوكورو دقّت قلبه تتعالى مع الدّقائق أشبه بطرقاتٍ على ناقوس الخطر...

نظر إلى وجه قائد الحرس الشاب ذي الرّقعة على إحدى عينيه، وحاول أن يستشفّ شيئًا ما..

كانوا يطوقونه من كلّ جهة، ولم يكن يبدو من الأمام إلى ظهر كين من الخلف وهو يمشي مبتعدًا، عشّ كوكورو على شفتيه وهو يشعر بأنفاسه تضيق... تسرّب خيطٌ من الحمم الحمراء المتوهجة من تلك العينين الحانقتين..

"الوغد.."

"الوغد..!"

"الوغدددد..!"

رغم ما اجتاح كوكورو من غرابة، بدى أنّه يُجبر على فحصه الدوريّ المعتاد للاطمئنان على صحّته، جرّه الرّجلان من ذراعبه رغمًا عنه وهو يلتفت مستاءً حوله، "لم هذا الرّجل هنا؟"

"هل هذا كلّ شيء؟"

أفاق كوكورو على صوت الرّجل يقول بدهشة: متأكدٌ من هذا يا سيّديّ..؟ يمكننا مرافقتك...

قال كين بصوته الهادئ مبتسمًا: لا حاجة.

ثمّ التفت إلى كوكورو مبتسمًا.

عبس كوكورو بعينين متأجّجيتين بالحقد العميق، ممّا زاد الرّئيس بسمة. شعر كوكورو بدفعةٍ خلفه، ورئيس الحرس يقول: حسنًا إذن سيّدي، سنعود لحراسة البوّابة..

سر الإكسفيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن