أخيرًا...!

578 67 20
                                    


جفل كوكورو، ورفع رأسه. تحرّك حذاء كين الرّسميّ إلى الأمام محدثًا خفقًا وهو يتقدّم نحو النّافذة التي تفصل حجرتهم عن الغرفة التي احتجز فيها كوكورو لأجل إجباره على إخراج قوّته. وقف كين أمام النّافذة تمامًا، ثمّ قال بعد برهة: يورا-كن

نعم سيّدي؟لا أستطيع الرّؤية جيّدًا من هنا.آه، حاضر.

اتجه يورا إلى لوحة المفاتيح، لتحلّق أنامله فوق لوحة المفاتيح مطبطبةً عليها، فينفتح بابٌ يقود إلى غرفة كوكورو في الأسفل.

شكرًا.

أومأ يورا ببطء...

كان كوكورو يخفي وجهه خلف ركبتيه، عندما فُتح باب الغرفة. تحرّكت قدم كوكورو قليلًا فقط وخطوات ذلك الرَّجل تقترب. تقلّص قلب كوكورو وقد علمَ هويّة القادم من صوته، وسمع وقع خطوات حذاءه الرّسميّ تدنو منه بثبات. انتفض كوكورو كجروٍ خائف، وبقي مصرًّا على دفن رأسه خلف فخذيه. شعر على هيئة ارتعاشٍ سرى في جسده، باتصالٍ خفيفٍ بين أطراف أنامل ذلك الرّجل وسطح كتف كوكورو الصٌغيرة شعر كوكورو بسريانٍ من الصٌقيع يتخلّل جسده، كم كانت يده باردة!

قال كين: هل أنت مستيقظ..؟

اجتاحته رعشةٌ أخرى. فكّر بأن يبقى جامدًا في مكانه، لو بقي كذلك، قد ينصرف ذلك الرّجل.. ولكنّه لم يفعل، شعر بأنّ كين يعرف كلّ شيءٍ لسببٍ ما. دون أن يتسطيع إخفاء رجفة مقلتيه، رفع كوكورو عينيه وقد شعر بأنّه مجبرٌ على ذلك. طاف ظلً ابتسامة على ثغر كين بنظرةٍ فسرت أنّه لم يصدّق كون كوكورو نائمًا.

فرّج كوكورو بين شفتيه، وما لبث أن عاد ليلصقهما ببعضهما مدركًا عدم عثوره أو امتلاكه لما يقول. منذ عرف كون هذا الرّجل هو والده، هذا هو اللّقاء الأوّل، لم يعرف ما يتوجب عليه الشًعور به في ظلّ هذه الأحوال.

أدخل كين يده الباردة خلف أذن كوكورو، وهو يقول: يورا-كن، أليس الجوّ باردًا عليه قليلًا؟

آه... لم ألاحظ، أعتذر سيّدي...

أسرع يورا برفع حرارة التكييف من حجرة التحكّم. أومأ كين، وقال باسمًا: نعم، هكذا أفضل.

ببطء، خرجت بعض الكلمات الحذرة زاحفةً من فم كوكورو: لماذا... جئت..؟

ذلك لرؤيتك، كوكورو-كن.

ضاقت عينا كوكورو معلنتين عمّا تهجس له به نفسه من ظنٍّ بوالده، وهو يجيب وقد بان التوجس أوضح أكثر فأكثر في صوته: لماذا..؟

للاطمئنان عليك، بالتأكيد.

صرّ كوكورو على أسنانه وقد تدلّى شعره الأشقر المبعثر ليحجب عينيه، وقال بحقدٍ بيّن: للاطمئنان على جوهرتك..؟

اتسعت ابتسامة كين...

كان يورا يراقب من حجرة التحكم دون أن يستطيع سماع المحادثة، ولكنّ تعابيرها بدت غريبةً بالنّسبة له..

سر الإكسفيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن