سر الإكسفير

اعتراف: من عمق الأسى لفيض السعادة

التفت أكيهيرو حوله، وسأل: كوريني، أين هيرومي؟ لم أره منذ استدعاه الرّئيس

قالت عالمة الأعشاب: يبدو أنّ الابن الخامس والعشرين أُخذ إلى القسم عالي الخطورة كفأر تجارب، واختفى إيتشينوسي منذ ذلك الحين

قال أكيهيرو وهو يتذكر طفلًا كان يركض مع هيرومي الصّغير وهما أطفال: أتمنّى ألّا يكون...

-

كان كوكورو متمدّدًا كالجثّة، حين فُتح الباب، فبقي مكانه، والدموع تنساب على وجهه بلا توقف، كان الدّاخل رجلًا مبتسمًا ابتسامةً ملتوية، يرتدي معطف أبيض، كان ذا شعرٍ أشهب ناعم، ربط من الخلف طويلٌ كالفتيات. أُغلق الباب خلف الرّجل الذي دخل مبتسمًا: من الرّائع رؤيتك هنا، ما اسمك أيُّها الصّغير؟

كان كوكورو لايزال يتأمّل السقف وينتحب بصوتٍ منخفض. اقترب الرٌجل، ورفع كوكورو من شعره، وقال: أتحدٌث إليك أنت، ما اسمك؟

تمتم كوكور وبصوتٍ لا حياة فيه: كوكورو

- أوه، كو-تشان. منذ اليوم، أنا الباحث المسؤول عنك، سررت بمعرفتك

مدّ الرّجل يده بابتسامة، ولكنّ كوكورو بقي ينظر بعيدًا وكأنّ أحدًا لا يحدّثه ودموعه تنهمر، فأمسك الرّجل بيده وجعله يصافحه، وهو يقول: أدعى يورا، فرصةٌ سعيدة

واقترب من كوكورو، وأمسك بوجهه من ذقنه، وتفحصه جيّدًا: هذان العينان الميتتان تمامًا.. إنَّهما تعجبانني

صفع كوكورو يد يورا بعيدًا، ولكنّ يورا أمسك بيد كوكورو بيده الأخرى، فصكّ كوكورو أسنانه. قبض يورا قبضته على يد كوكورو وهو يقول مبتسمًا: أنت غبيٌّ فيما أرى، لا يا عزيزي، لا يجب أن تتعامل هكذا مع من عُهدت حياتك في أيديهم، أستطيع قتلك عندما أرغب بذلك

قال كوكورو: أفضّل الموت على يدك، على أن أموت على يديّ نفسي. الرّضوخ لك لا يختلف عن الموت

فضحك يورا، ووضع يده على وجنتة كوكورو برفق وهو يقول بابتسامته العريضة: كما هو متوقعٌ من السلالة النقيّة، لست مجرّد فأر

قال كوكورو ودموعه تفيض باستمرار: ما الذي تتحدّث عنه؟

وقبل أن يلاحظ، انزلقت يد يورا لتصبح على رقبته. قال يورا: ... هذا مفاجئ، أنت لا تكذب، حسنًا، لا يوجد ما تستستفيده من ادعاء الجهل

قال كوكورو بصوتٍ أكثر اضطرابًا وهو لايزال يبكي: ماذا تعني؟

استدار يورا، وقال وهو يبتعد: آه، كم أنا محظوظ، لديّ وريث إكسفير ظريفٌ لا يجيد الدفاع عن نفسه حتى بين يديّ

تمتم كوكورو بتشوّش: وريث؟ سلالةٌ نقيّة؟

خرج يورا ملوّحًا بيده، وهو يقول بابتسامة: أراك غدًا، كو-تشان