ليس كلّ مكسورٍ يُصلح.

623 60 12
                                    


فيما كان أكيهيرو في غيبوبته، استطاع التقاط أحاديث متفرّقة بين صوت كوريني وهيرومي.

"كيف استدرجته إلى هنا؟"

"وأنا أودّع كوكورو، أخبرته بأنّني سأكون هنا لكي تسمع آلة التنصّت الخاصّة بك، يا آنسة. ولقد كنت واثقًا بأنّ ذلك الرّجل سيرسل أكيهيرو خلف أثري، فلا شخص يستطيع قتالي نِدًّا بندٍّ عداه بأيّ حال.."

انخفض فكّ كوريني للأسف قليلًا عندما قال جملته الأولى.

"فهمت، ولكن لماذا تريد هذا الرّجل؟ لقد بدى سخيفًا تمامًا في المختبر والآن." قالت كوريني عبر نظارتها البيضاويّة، بعينين باردتين تمامًا.

ابتسم هيرومي ابتسامةً أشفّت عن بؤسٍ غامض، وقال "صحيح، لقد أتقن التغابي جيّدًا في الفترة الأخيرة"

رفعت كوريني عينيها إلى عينين هيرومي الحزينتين وهو يكمل "إنّها لا تشبه شخصيّته الحقيقيّة إطلاقًا"

هل تسأله أكثر؟ أم تصمت؟ لم ترقها ردّة فعل هيرومي فقرّرت ألّا تستفسر أكثر.

بعد هنيهات، رأيا أكيهيرو يتقلّب قليلًا في مرقده مستندًا إلى الجِدار، مربوطًا بحبالٍ إلى ماسورةٍ ضخمةٍ خلفه. راقباه بصمت، حتى بدأ يفتح عينيه قليلًا بوجهٍ متألّم. انخفض هيرومي جالسًا على ركبتيه، ناظرًا إلى عينيّ أكيهيرو، الذي بادله تحديقًا شبه ميّت. قال هيرومي: هل استيقظت؟

أغمض أكيهيرو عينيه ثمّ أعاد فتحهما ونظر إلى هيرومي بدهشة، قال هيرومي: تبدو بخير.

زفر أكيهيرو ما كان في صدره، ليستلقي على الأرض متنهّدًا، قال: كان فخًّا إذًا...

أصغى هيرومي بصمت. ولكنّ ابتسامةً واهنةً ظهرت على شفتي أكيهيرو الذي أكمل: ولكنّ هذا رائع، أن يقع اختيارك عليّ رهينةً من بين الجميع.

مَن قال أنّني آخذك كرهينة؟لماذا تكبدت عناء تزويدهم بمعلوماتٍ خاطئةٍ إذًا؟لأنّني أريدك ك... حليف.

أصغى أكيهيرو دون أيّ تعبيرٍ لوهلة، قبل أن ينفجر بضحكةٍ مريرةٍ تردّد صداها في المكان. استلقى أكيهيرو على جانبه وقال: ليس لديّ وقتٌ لألعابك التافهة، يا عزيزي.

بقي هيرومي ينظر بهدوءٍ وقال: أنا لا ألهو.

حقًّا؟ حقًّا؟ بالتوفيق لوحدك إذن.

أغمض هيرومي عينيه، ثمّ وضع يديه على كتفيّ أكيهيرو وقال: أكيهيرو، ألا تريد أن تتمرّد على الرّئيس كين؟

رمق أكيهيرو هيرومي بعينين تتلجّجان بالحقيد، ولكنّه سرعان ما ضيّقهما ونظر بعيدًا ببرودٍ قائلًا: هيرومي.. في نظري، أنت لست بأبعد من طفلٍ صغير، طفلٌ لا يعرف عن الواقع شيئًا، وسيمرّ بتجربةٍ ليتعلّم. لقد تعلّمت أنا منذ زمنٍ طويل، ولا أريد مشاركتك في لعبتك الطفوليّة حتى تدرك، كم نحن عاجزون، وكم نحن لا شيء، وكم نحن لن نكون شيئًا أبدًا.

سر الإكسفيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن