سر الإكسفير

السّلالة النّقيّة

كان هاياتو لا يزال مادًّا يده. قال هاياتو ببسمةٍ هادئة: كوكورو، دعني أحدّثك عن...

صاح كوكورو بصوتٍ عالي وهو يضمّ نفسه مذعورًا: لا أريد أن أسمع!!

جمد هاياتو لدقيقة دون تعبير، ثمّ عاد ليبتسم بهدوء، لينزل يده الممدودة ويقول بهدوء: اعذرني، يبدو أنّني حمّلتك فوق ما تحتمل دفعةً واحدة، لنعد إلى البداية.. أريد أن أخبرك لماذا ولدت وهذه الجوهرة في أذنك.

جلس كوكورو بهدوء.. ثمّ أومأ بعينين مرتجفين...

سكتت الجوهرة...

وقف هاياتو، وبدأ يأخذ الخطوات اقترابًا من كوكورو بحذر وهو يتكلّم: سأبدأ برواية قصّة والدتك من قبل أن تتزوٌج... قبل وقتٍ طويلٍ مضى، عاشت قبيلة خلف الجبال، كانوا يدعون بال"البيض" لارتدائهم عباياتٍ بيضاء طويلةٍ دائمًا، كانت قريتهم تقع تحت الثلج، وكانوا بيض البشرة وذوا شعرٍ أشقر غالبًا، كلّ شيءٍ حولهم كان ناصع البياض.. ولكنٌها لم تكن قبيلةً عاديّة، لقد انزوت عن بقيّة البشر واختبأت خلف الجبال وحيدة، لا تسمح بالاختلاط بمن هم خارجها مهما حدث، وتختبئ عن بقيٌة البشر، لماذا برأيك؟

كان هاياتو يحاول تهدأة كوكورو، الذي استعاد بعض هدوئه فعلًا وقال وهو يمسك بجوهرته خوفًا من أن يعيد هاياتو الاقتراب منها وهي حركةٌ تبثّ الكهرباء والقشعريرة في جسده: لأنّهم كانوا مختلفين عن بقيٌة البشر بشكلٍ ما..؟

نوعًا ما، صحيح.

أكمل هاياتو الاقتراب بهدوء، وهو يكمل الحديث: لقد كانوا مسؤولين عن ااحتفاظ بسرٍّ من جيلٍ إلى جيل، بسبب تلك المسؤوليّة، حرّم عليهم ترك القرية بوصفهم جميعًا حراسًا لذلك الشّيء. كان يدعى بالإكسفير.

جفل كوكورو، وتلاشى الخوف من محياه، ليقول بذهولٍ ظاهر: هذه الجوهرة...؟

أومأ هاياتو وقد كبرت ابتسامته، ووصل إلى مكان جلوس كوكورو، فجلس بجواره.. وأكمل: صحيح، لقد اعتبرت عشيرة البيض حراسًا للإكسفير، لأنّ أحد مولوديهم كان يحملها كلّ عدٌة سنوات، فتختفي من المضيف القديم، وتظهر في مولودٍ جديد ما السنة القادمة. وكان وريث الإكسفير دومًا ما يكون محميًّا من جميع من في القرية، البيض كانوا سلالةً نقيّة كما اعتاد البشر دعوتهم، لقوّتهم وقدراتهم الفريدة، واحتوائهم لتلك الجوهرة خارقة القوى. ولكنٌهم لم يكونوا محبوبين، كان بقيّة البشر إمّا يخافون منهم، أو يطمعون بقوّتهم، لذلك، لم يقم أحدٌ بالاقتراب منهم لحوالي مئة سنٌة، حتى تطورت التكنلوجيا وتطوّرت قوى البشر، ممّا جعل البعض يتجرّؤون ويهاجمون تلك القرية الجبليّة، بعد عدّة محاولات، استطاع البشر فعلًا الإنقاص كثيرًا من عدد السّلالة النقيّة وقتلهم في بحثهم عن وريث الإكسفير الذي كان مخبأً طوال تلك الفترة...