_خلاص يا بيسان .. حكايتنا انتهت!
_ مش بمزاجك تنهي كل حاجة بنا في لحظة!
ثم ملأت فراغ أصابعه وعانقته بأصابعها المرتجفة
وهتفت بصوت تخنقه العبرات :أنا لسة متمسكة بيك يا معاذ .. ماتضحيش بحبنا و تتخلى عني،احنا ممكن نعيش مبسوطين من غير ما.................
بترت حديثها الأقرب إلى التوسل، وهو يقاطعها ببرود لا يعكس أمامها وجع قلبه، ولسانه يعافر لنطق كلمتين هما بالنسبة له ، گحكم إعدام لروحه وحياته!
كلمتين أنطلاقا من شفتيه إليها گ سهمين إنغرزا بقلبها، وهو يلفظهما بثبات ظاهري :
أنتِ طالق!
أتعرفون شعور السقوط من فوق جبل شاهق على غِرَّة، دون أي أستعداد للإنزلاق المفاجئ من أعلاه؟!
لم أتصور بيوم أن جبل سعادتي الذي أرتقيت درجاته حتى وصلت معه للقمة، أن ينهار فأهوى وأنحدر من عليائه، لأصطدم بأرض فراقنا الصلبة القاسية، وأعيش هذا الألم المهلك!!
أنتِ طالق!
هل لفظها مرة واحدة؟! أم هو صداها الذي يتكرر بقسوة، بعمق ذاتي مرات ومرات كل ليلة!
ذبحني بسيف كلمتيه ... وانتهت قصتنا بحكمٍ منه لم يُقبل فيه استِئناف أو تَظلُم !
-----------------------------_بيسان... يلا ياحبيبتي العشا جاهز من بدري .
فاقت من شرودها على صوت والدتها التي عبرت لتوها غرفتها ..فأستدارت بكلتيها لها، وابتسمت ابتسامة زائفة، حتى تُخفي عبوس وجهها، إشفاقًا على تلك الغالية من الضيق لأجلها :
_حاضر يا ماما ، هقفل الشباك وهحصلك!!
غادرت الأم ، وراحت بيسان تجذب ضلفتي نافذتها المفتوحة ، وعقلها يطرح تساؤلاته:هل يمكن أن يعودا يومًا، متشابكين الأيدي،متجاوزين عن كل ما مضى؟
أم أُسدلَ الستار على قصتهما، وطغى غروب فراقهما على حياتهما معًا، ولم يعد هناك أمل أن تُشرِقَ شمس عودتهما ثانيًا ؟!
ظل السؤال معلق دون إجابة شافية ، كحياتها تمامًا، معلقةً بين ماضيٍ أسعدها معه ، وحاضر لا تحيا فيه سوى التعاسة بدونه!
.................................عذراً.. أثقلتُ عليكم، دون أن نتعارف!
أنا بيسان 26 عامًا، مطلقة منذ عام كامل بعد زواج، دام ثلاث سنوات ، حاصلة على بكالوريوس تمريض نظرًا لعشقي لتلك المهنة، تخصصت بقسم صحة الأم وحديثي الولادة .. واعمل حاليًا أخصائية تمريض، بقسم النساء والتوليد بمشفى معروف ..
ربما تملكَكُم الفضول لمعرفة كيف تبدو هيئتي،ولن أبخل على خيالكم بالتفاصيل ..أنا أمتلك قواماً معقولا وقامة متوسطة بوجه أبيض وأنف صغير، وغمازات غائرة بوجنتي، يبرز جمالهما أكثر حين ابتسم أو أضحك، وكثيرًا ما مُدحت من أصدقائي على ابتسامتي الجذابة تلك .. كما أتزين بشعر أسود وقصير بلون عيناي الواسعة باهدابٍ طويلة ..!
اعيش بحالٍ ميسور ، حيث ترك أبي رحمه الله عليه ما يكفينا شر الحاجة ، أنا وشقيقتي الصغرى أروى ووالدتي بارك الله في عمرها .. حياتنا ليس بها تعقيدات أو عقبات، ولولا أنفصالي عن زوجي، لكنت أتغزل لكم بجمال الحياة وأغرقت حروفي بسعادة ورضا، ولكن سامحوني لن أفعل، فهل ستسامحوني أنتم إن كذبت؟!..
على كل حال سيرتوي فضولكم لمعرفة الكثير بالسطور القادمة فقط تتبعوا قصتي!
**************************
صباح يومًا جديد!
أنت تقرأ
أنتَ مكَافأتي
Romanceحين نُخطىء ثم نندم ونتوب! .. ونُبتلى، فنصبر برضا! وتختبرنا الحياة بدروسها القاسية وننجح في الأختبار.. !! وحين نصنع بلاءا حسنا في أي شيء حتما نستحق مكافأة! فكيف الأمر إن كافأتنا الذات الإلهية بعظمة عطاياها!