شياطين الغضب تتراقص أمام عيناه ، وهو يتذكر ما حدث منذ قليل ،طلبها المساعدة من قاسم ، ثم مخاطبة الأخير لها دون ألقاب يكاد يذهب عقله!
رغم توقعه طوال الوقت بارتباطهما منذ رؤيتهما يتحدثان بزفاف زميلهم الطبيب . إلا أن اختبار هذا الإحساس بشكل حقيقي .. موجع جدًا على نفسه، كيف يتحمل وهو بالنهاية بشر وليس خارق!تباً لقلب مازال ينبض لها .. ولن تعزف دقاته عشقاً لسواها .. البعيدة گ السماء حين يتحكم العقل بأسبابه.. والقريبة گ انفاس صدره حين يتحرك القلب شوقًا لها ..
سمع طرقها على الباب وانتظر دلوفها ..
وبعد ثواني كانت تقف أمامه عاقدة ذراعيها امام صدرها، ترمقه بغضب وحاجبين رغم انعقادهم ، مرسومين برقة جعلتها حقًا جميلة بعيناه ..!لم تنطق تحية دخولها، منتظرة حديثه ومن ثم المغادرة .. ولكن إن كانت هي مجرد غاضبة ، فهو بركان للغضب!
دنا قليلا من موضع وقوفها قائلًا : أنتي عارفة كويس إن حل الموضوع ده بقي مسئوليتي!بيسان ببرود : ايوة تمام ، وانت بقا حليته؟ طب اهتميت تعرفني اتحل ازاي؟ ومين الشخص ده وعايز ايه من أروى ويعرفها منين؟!
جنابك ماكلفتش نفسك تعرفنا اي تفاصيل عن موضوع مهم زي ده ..فطبيعي اقلق واطلب مساعدة حد تاني ، حتي لو كان ...... ..
معاذ مقاطعا: من أمتى حد غيري بيدخل في شئون أروى؟ .. انفصالنا سوا عمره ما هيخليني غريب عنها وانتي عارفة هي عندي ايه!كلما ذكر انفصالهما أمامها بتلك البساطة ، يُفطر قلبها وجعاً وتُنبش جراحها بقبضة كلماته القاسية!
فارادت ان ترد له وجعاً بأخر اشد قسوة :
مش يمكن آن الآوان لغيرك يكون صاحب السلطة المرة دي يا دكتور !!
نهشها الندم بعد ما عكست نظرة عينه كسرة قلب رجل مازالت تذوب به عشقاً ..فأطرق رأسه قليلا ثم عاد بنظره إليها قائلا بنبرة قطعت نياط قلبها :
يعني خلاص .. بقي في بينك وبين قاسم طريق مشترك!
اغرورقت عيناها وانسابت العبرات وهتفت بنبرة صوت باكية: مش أنت اللي رسمتلي الطريق ده بايدك يا معاذ! .. زعلان ليه بقا.. ؟!.. قاسم منتظر ردي ..!ثم دنت منه اكثر مصوبة حدقتيها بقلب عينيه :
وأنا مش ناوية ارفض طلبه... !!
............... ..الحاجة خديجة: أنت بتفهم في الكهربة يا بهاء؟
بهاء وهو يرتشف بعضاً من كوب شاي ساخن :
أيوة يا عمتي بعرف أصلح أجهزة أو اظبط وصلات كهربة، تقدري تقولي هواية .. في حاجة عايزة أظبطهالك ؟
هزت رأسها بنفي : لا ياحبيب عمتك ، مش عندي ، دي جارتي وصاحبتي الحاجة فجر ، كنت بكلمها من شوية،و الكهربة في شقتها عملت قافلة والنور قطع عليهم .. والدنيا بقيت ليل ومش هتلاقي حد يرجع الكهربة تاني لو مش يضايقك يا ابني روح ساعدها.. اصلها غالية عليه اوي..
أنت تقرأ
أنتَ مكَافأتي
Romanceحين نُخطىء ثم نندم ونتوب! .. ونُبتلى، فنصبر برضا! وتختبرنا الحياة بدروسها القاسية وننجح في الأختبار.. !! وحين نصنع بلاءا حسنا في أي شيء حتما نستحق مكافأة! فكيف الأمر إن كافأتنا الذات الإلهية بعظمة عطاياها!