الفصل 32

4.4K 165 31
                                    

تململ جسدها بخمول ومازال النعاس يغلق عيناها ..
ففتحت جفنيها ببطء ..لتجد نفسها بغرفتها هي ومعاذ! فابتسمت بخجل يغلفه سعادة حقيقية بعد نالت أخير فرحتها بعودته حبيبها إليها..!

تتلفت يمين يسار ولا تجده..  فنهضت وارتدت روبها، واغتسلت بحمامٍ ملحق  بالغرفة وهمت بتصفيف شعرها المنكوش ثم تذكرت أنه يعشقه بهذا المظهر العشوائي ودائما ما كان يراها فاتنة بتلك الهيئة الطفولية!!
فبعثرته أكثر وتعطرت وذهبت تبحث عنه!!

أما هو فكان يقف يعد لها إفطارًا لأول صباح لهما بعد أن عادت روحه إليه بعودتها..!
افاق قبلها بكثير وظل جوارها يطالعها بوله وكأنه مازال يحلم ويخاف أن يفيق فلا يجدها جواره وبين ذراعيه!  لكنها أصبحت حقيقة!  بيسان عادت له وعادت لروحه الحياة..!

قرر أن يفعل لها شيء مميز حين تفيق.. فأحضر شرائح التوست وراح يحمصها بالمقلاه كما تحب  وبنفس الوقت يسلق بيضًا ويعد أيضًا مشروبها المفضل الذي تدمنه بالصباح " شاي بلبن"!!

وصلت إليه تشاهد مايفعله لأجلها.. فابتسمت بشقاوة وتقدمت خُطاها بحذر كي تباغته بحركه تعلم أنها تربكه، فداعبت بإصبعها جانب عنقه، فانتفض هاتفًا:

إحنا هنبتدي الشقاوة من دلوقتي!

واستدار لها ورفعها من خصرها ليجلسها على سطح المطبخ الرخامي وذراعيه حولها:

_ينفع تتشاقي كده من قبل ما تصبحي على جوزك حبيبك؟
فقالت بابتسامة خلابة أظهرت نغزتيها اللذان يعشقهما: صباح الخير يا ميزو!

فقبل نغزتيها وهو يتمتم برقة:
صباح العسل ياقلب وعقل وحياة ميزو!!

عقدت كفيها حول رقبته هاتفة بدلال:
ليه ماصحتنيش احضر أنا الفطار ياحبيبي!

اجاب وهو يقبل أرنبة انفها: لأني عايز أول فطار ليكي واحنا سوا أنا اللي اعمله وانا اللي هأكلك بأيدي!!

نظرته له بحب جلي هاتفة: بحبك يا معاذ وحشتني حنيتك وكنت ميتة من غيرك! 
اقترب ليجيب كلمات عشقها بفعلٍ يفوق حروفها..  ففزعته واخرجته من سحر لحظتهما هاتفة:

الحق يا معاذ .. التوست اتحرق واللبن فار.

التفت سريعا ليغلق الموقد أسفل اللبن الذي فار وانسكب واغرق حوله  .. ثم وجده  التوست محترقًا ولم يعد يصلح إفطارًا لحبيبته!!
فتمتم بضيق:  ياخسارة.. كان نفسي اعملك فطار حلو .. فشلت!!
أشفقت عليه من إحباطه فقالت: 
ولا يهمك ياحبيبي أنا هعمل الفطار.. 
……………
بعد قليل!!

أنتي بتعملي أيه ؟ هتاكلي التوست المحروق وتسيبي اللي اتحمص وبقي أحلى!

ابتسمت له بعد أن غلفت وجهه شريحة التوست بطبقة جبن بيضاء والتهمت حافتها المحترقة ومضغتها بتلذذ استعجب منه معاذ  هاتفًا:

أنتَ مكَافأتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن