العصفورة بتاعتك بعتت صاحبتها تسأل عنك امبارح!
أنتبه بلال لجملة معتصم :
وعرفت منين إن أروى اللي بعتتها ؟معتصم وهو يقوم بترتيب البضائع الجديدة التي جلبها بلال للتو : لقيت واحدة شكلها بنت ناس اوي ، دخلت عاملة نفسها بتتفرج وهتشتري حاجة ، وبعدين سألت عن أسمي .. أعتقد كانت عايزة تعرف أنت اللي موجود ولا لأ !!
بلال : يمكن فعلا مجرد زبونة دخلت تشتري!
معتصم بنفي وثقة : زبونة أيه يا ابني .. ده الاسورة اللي كانت لابساها ، تشتري نص بضاعتنا ..
ثم اكمل ساخرا: واضح إن الغزالة دي بعتوها تستكشف الوضع وتعمل فيها المحقق كونان!بلال مبتسما : عموما توقعت حاجة زي دي!
معتصم : بس أنا توقعت إن أروي نفسها اللي هتيجي تستفسر عنك وتحاول تشوفك!
هز بلال رأسه بنفي قاطع : لا طبعا مش أروى اللي تعمل كدة !
رفع معتصم حاجبيه تعجبا: ليه يعني ؟!
المفروض إنك أثرت فضولها، وممكن تفكر تشوفك بنفسها..!بلال بهدوء : لا مش ممكن .. أروى عندها كبرياء، مستحيل أبدا هتيجي تسأل بنفسها، ومتأكد إن فكرة زيارة البنت بتاعة امبارح مش اقتراحها من الأساس!
عقد معتصم ذراعيه امام صدره، بعد أن أراح طول جسده على جدار خلفه ، وقال متهكما :
ما شاء الله ، أنت هتحلل شخصيتها كمان ، جبت منين الثقة دي إنه مش أقتراحها؟!نفض بلال أتربة عالقة بكفيه أثناء ترتيبهم بضاعته،
ثم جلس أرضا، فتبعه صديقه منتظرا الجواب :_لما بتحب حد وتتعلق بيه من طفولتك ، ويكبر إحساسك بيه، وتتلهف تعرف كل تفصيله تخصه ، مع الوقت هتقدر تتوقع تصرفاته وردود افعاله!
واصل بلال حديثة بعد برهة قصيرة، بنبرة بدت مستمتعة باستدعاء ذكريات يحب النبش بخباياها :
كل يوم الصبح كنت بشوفها وهي رايحة مدرستها مع أصحابها ، كنت بشوفها بتمشي أزاي، وتبص حواليها بأي طريقة، أزاي بتضحك .. وأمتي بتضايق ، بتحب تاكل أيه ، كتير كنت بسمع أحاديثها هي ورغد لأني كنت ببقي ماشي قريب منهم !"
وقتها ماكنتش فاهم أوي وأنا طفل ، ليه براقبها بالشكل ده ، ومبسوط ليه وانا بشوفها،أعتبرتها زي قطعة حلوى بكافيء بيها طفل يتيم جوايا ، لحد مافهمت إحساسي ده مع الوقت..!!التفت لصديقه مستانفا حديثه:
تفتكر بعد كل ده ، مش هقدر أتوقع تصرفاتها او أفهم طريقة تفكيرها أيه؟!!!ابتسم معتصم : فعلا محدش هيفهمها زيك يا بلال!
ثم واصل: بس في سؤال رفيع.. ازاي كنت بتستناها كل يوم بمعاد مدرستها.. وبتلحق تروح مدرستك في نفس الوقت؟!
بلال ساخرا: لأ سؤال رفيع فعلا!
منحه معتصم عمزة عين مشاكسة مع ميلة رأسه وابتسامة ماكرة منتظرا إجابته.. فقال بلال:
أنت تقرأ
أنتَ مكَافأتي
Romanceحين نُخطىء ثم نندم ونتوب! .. ونُبتلى، فنصبر برضا! وتختبرنا الحياة بدروسها القاسية وننجح في الأختبار.. !! وحين نصنع بلاءا حسنا في أي شيء حتما نستحق مكافأة! فكيف الأمر إن كافأتنا الذات الإلهية بعظمة عطاياها!