الفصل 34

4.2K 154 12
                                    

_ ليه مادورتش عليا يا بهاء.. لدرجة دي كنت بالنسبالك كيان مالوش قيمة عندك؟!

لثم كفها الذي يفترش صدره، وهاتفًا:

_ لأني كنت خايف عليكي من نفسي يا سجدة.. خوفت أذيكي أكتر ما أذيتك بالفعل..!
أنا كنت بموت بالبطيء وأنا بفتكر أثار دمك على الأرض وأني موت ابننا في لحظة غياب للوعي، أنا كنت واحد مهزوز ملعون فاقد ثقته في كل شيء  حواليه! كتير أوي احتقرت نفسي الضعيفة المستسلمة اللي مقدرتش تحميكي من بطشي وتهوري..!
أذيتك! .. بس خوفت أذيكي أكتر لو فضلتي معايا..!  بعدك وقتها كان في نظري الحل الآمن ليكي مني!

ثم نطر لها بشكل أعمق وبنبرة أكثر ألمًا:

لو لا قدر الله فقدتِ الجنين فعلا بسببي.. كنتِ هتقدري تسامحي وترجعي وتغفري يا سجدة؟ ..
بعد ما كنت بالنسبالك الأمان اللي بتدوري عليه!
كنتِ هتتقبليني تاني في حياتك وتأمني على نفسك معايا تاني؟!

صمتت وبعقلها خُطت إجابتها القاطعة ..... " لأ " ..!

كلمة لا جدال فيها.. هو محق .. إن فقدت صغارها حينها لم تكن لتسامحه أو تغفر فعلته!

قرأ إجابتها بعيناه، حين جمدت نظرتها وقست لمجرد افتراض منه!! كان على يقين أنها لن تغفر، ولهذا لم يبحث عنها..!

اقتربت أكثر واحاطت وجهه بكلتا يديها هاتفة وهي تستحلب مشاعرها بحبه الذي لم ينمحي من داخلها :

بس دلوقتي ربنا جمع شملنا تاني.. بقينا علية جميلة! أنسي كل حاجة زي ما أنا كمان هنسى، مش هفتكر من اللحظة دي غير أننا مع بعض ومعانا ولادنا حوالينا، أملنا في الحياة وثمرة قصتنا.. اللي عدي منها كل صعب ومؤلم..  ومبقاش دلوقت غير كل سعادة وراحة ومصالحة!!

أحاط كفيها المحتضنين لوجهه بكفيه مغمغما بعشق:
هو أنا ممكن أحبك أكتر من كده يا سجدة!

ابتسمت بحنان :
حبني يا بهاء .. وحب ربنا اللي أكيد غفرلك .. وحب نفسك وخليك رحيم بيها .. وحب ولادنا وأيامنا الحلوة اللي جاية معاهم .. وحب الدنيا كلها اللي أخيرا ضحكتلك!

لو يجد ردًا يليق بها سوى إغراقها بموجة عشقه الجارف .. واشتياقه اللا معقول لها .. هي جنته ونعيمه وحلاله، وآن الآوان للإرتواء من نهر حنانها وعشقها الخالص!
**********************
صدح صوت الهاتف فأيقظها عنوة من نومتها العميقة
فالتقطته تتبين المتصل، فلم يكن سوى خطيبها معتصم! .. فاجابت اتصاله ومازال صوتها ناعس:

صباح الخير يامعتصم ..
هتف على الجانب الأخر : ياصباح الندى على حبيبة قلب معتصم ..
ابتسمت بدلال : ياسلام .. أيه الدلع ده كله يا وزير!

كم يحب أن تناديه بهذا اللقب الذي يحمل ذكرى لقائهم الأول ، وكم كانت مشاكسة وشهية!
فتمتم لها: حبيبة الوزير ناسية إن ورانا مشاوير مهمة ولازم نلحق وقتنا، وعايز اقضي اليوم كله معاكي!

أنتَ مكَافأتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن