ماتاخد يوم راحة يا بهاء ، مش كله شغل كدة يا ابني، روح أسهر مع صاحبك الدكتور سيف! .. بقالك أكتر من سنة في البلد وأنت قافل على نفسك ومحدش يعرفك!
بهاء : أنا مرتاح كدة ياعمتي ماتقلقيش أنتي ، لو احتاجت أجازة ، هستأذن من عم راضي..
الحاجة خديجة بحنان :
ربنا يحفظك يا بهاء ، أتغيرت كتير أوي عن الأول، حتى جسمك ما شاء الله بقي طول بعرض، أحسن ما كنت جاي كدة عضم مدهون لحم ..!
أجاب بابتسامة باهته : أكيد ياعمتي شغل الفلاحة في الارضِ فرق معايا، انا ماكنتش بشتغل ولا بتعب في حاجة، كانت حياتي تافهة اوي ، أخري العب طاولة على القهوة!الحاجة خديجة : الحمد لله ياحبيبي إن ربنا صلح حالك و هداك ، وعرفت ازاي تستغل وقتك وتجيب قرشك بعرق جبينك .. والأحلى أنك بطلت السجاير اللي كانت واخدة صحتك دي!
تمتم بضميره متهكمًا: ( هي كانت سجاير بس.. ؟! .. أنتي طيبة أوي يا عمتي.. !)
مالت العمة تقبل مقدمة رأسه :
كنت عارفة إن جواك حاجة حلوة هتطلع في يوم.. وانك مش وحش يا بهاء ، وإنك هتاخد طباع ابوك حسن ، اللي من صغره شال المسؤولية وعافر مع الدنيا ..
ثم اكملت بصوت اكثر تفائل :
بكرة كمان أما تتجوز وتخلف وتعي.............قاطعتها بهاء بحدة :
وبعدين ياعمتي تاني موضوع الجواز والخلفه !
انا عمري ما هتجوز ابداً ومرتاح كدة!الحاجة خديجة باستنكار : وده مين اللي هيسيبك علي الحال ده؟؟؟.. وماتتجوزش وتخلف ليه؟؟!!
ناقص أيد ولا رجل يا ابن حسن؟!بهاء بصوت يغرقه الحزن والآلم :
ناقص كتير ياعمتي .. أنا انسان مشوه من جوايا ، مليان خطايا ..ذنوبي زي جبل هفضل شايله على ضهري وماشي بيه كل حياتي.. طول الوقت مستني عقاب ربنا وقصاصه فيا ..عايزاني ازاي اعيش حياتي عادي وأنا بالنفسية دي، الراحة مش مخلوقة ليا!
ترقرقت عيناها بتأثر لمعاناته.. هي غير غافلة عن وجعه .. ومن غيرها يعلم! .. وهي بكل ليلة تُلبي استغاثته من عزِ نومه حين تهاجمه الكوابيس المفزعة، ولكن ألا يعلم أن خير الخطائين التوابين؟!!
التقطت كفه وأجلسته جوارها بهدوء :
أنا مش هقولك كلام من عندي يا ابني يصبرك.
انا هرد عليك بكلام رب الكون .. الغفور الرحيم بعباده .. لما قال سبحانه وتعالي :(( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ))[الزمر:53].
وبحديث صحيح ..
لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم ) صحيح مسلم [ 4936 ].ثم استطردت حديثها:
رحلتنا يابني في الدنيا دي كلها اختبارات وابتلاءات ومشاكل ومطبات بنوقع فيها.. بس بنرجع نقف تاني! .. عشان لازم نكمل لحد النهاية.. بدون اختيار!
العاصي لازم يتوب .. ويستغفر ويستعطف ربه يسامحه ..ويدعي اللي خلقه وهو موقن بالإجابة.. وقد ماتُحسن فيه الظن.. قد ما هتكون النتيجة تشرح قلبك وتداوي جروحك.. مابقولكش أنسى أخطائك.. لكن ماتنساش لحظة إنك بني آدم لازم تعيش! ..سيبها على ربك، مادام بتصلح من نفسك وتقومها.. تبقى بتعمل اللي عليك وزيادة يا ابني!
أنت تقرأ
أنتَ مكَافأتي
Romantizmحين نُخطىء ثم نندم ونتوب! .. ونُبتلى، فنصبر برضا! وتختبرنا الحياة بدروسها القاسية وننجح في الأختبار.. !! وحين نصنع بلاءا حسنا في أي شيء حتما نستحق مكافأة! فكيف الأمر إن كافأتنا الذات الإلهية بعظمة عطاياها!