الفصل33

4.2K 169 17
                                    

ينظر لهما وعيناه تفيض عشقًا وحنان..!
وقلبه يخفق فرخًا.. وأذنيه تُطرب بصوت ضحكاتهما وهو يملأ الهواء حوله وبيسان تدفع البالونات الملونة تجاه "وعد" بطفولة أسرته، وابتسم وهو يراهما يترنحان على متن قارب كبير يسبح في البحر ويتعرج على وجهها المائي..!

تذكر معاذ كيف نظم هاتفيًا مع أحد أصدقائه هنا لتلك الرحلة والذي تولى هو ترتيب كل شيء من حجز غرف الفندق، والاتفاق مع أحد المسؤولين عن تلك القوارب .. وتم تجهيز هذا القارب وتزينه بالورود والبالونات المبهجة التي ستعشقها " وعد" كما أوصي بتجهيز كعكة صغيرة مزينة بصورتها وأربع شمعات حتي يكتمل الأحتفال بمولد الصغيرة "وعد"!

منذ أن علم بقرب عيد ميلادها، وإفصاح بيسان قبلًا عن رغبتها بقضاء عطلة بإحدى المصايف
وهو لم يتباطأ بتحقيق امنيتها، كما أراد أن يكون الأحتفال، ذكرى غنية بالمفاجأت للصغيرة. وتكون صفحة مميزة بصفحات ذكرياتها التي يتعهد أن تكون جميلة..!
 
بوغت أثناء شروده بفعل أذهله، عندما قفزت إليه "وعد" ليتلقفها بذراعيه سريعًا، وهي تهتف ببراءة:

_ أنا فرحانة قد البحر كله.. شكرا يا بابا..!

ارتعش قلبه وترقرقت عيناه غير مصدق مناداة الصغيرة له بذاك اللقب الذي أشتهى سماعه منها، وتمنى أن ينبع من قلبها يومًا فتقوله بإرادة كاملة!!

وليتأكد من ظن داهمه، مال على أذن بيسان موشوشًا:  أنتي اللي قولتلها تقول بابا؟؟؟؟

فهزت رأيها بالنفي هاتفة بصوتٍ باكي:

لا والله ياحبيبي..  أنت رفضت أني اطلب منها تقولك كده وإنك عايزها تيجي منها يوم ما تحسها..

"وعد" قالتها من قلبها يا معاذ!  هو ده إحساسها بيك ياحبيبي .. الطفل قلبه النقي بيقدر يستشعر الحب الصادق والأهتمام اللي من القلب.. وأنت عرفت توصل لقلبها الصغير، قالتهالك عشان حست إنك بتعمل اللي كان بابا الله يرحمه هيعمله لو كان عايش!  صدقني حبيبي أنت تستاهل كل حاجة حلوة وجميلة في الدنيا..!

عاد ينظر لصغيرته ولا يصدق أنه يحيا هذا الشعور!!
ولم يكن يدري أن لتلك الكلمة ذاك المذاق الساحر على نفسه!! "بابا" ..أحقًا صار هناك من ينادية ويخاطبه بتلك الكلمة التي حرم منها بقضاء من الله!!

شدد باحتضان الصغيرة، وداخله يشكر ويحمد الله على تعويضه الكبير!!

الآن فقط أكتملت مكافأة الله لمعاذ..  لقد حظى أخيرًا ببنوة تلك الطفلة التي اعتبرته أبيها دون أن يوجهها أحد..!! وهو لن يخذلها يومًا .. سيكون لها خير أبٍ تستحقه!!!
…………… .…………… .

أنتهت رحلتهم بالقارب وعادوا للشاطيء ثم توجه بهما معاذ إلى شالية صغير أستأجره مسبقًا.. لينالو بعض الراحة قبل أن يكمل لهما مفاجأته!!
فمازالت في جعبته ما سيبهرهما..!
………………………

أنتَ مكَافأتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن