الفصل الثامن عشر..

4.3K 185 15
                                    

اليوم سترى من نجح بإطلاق سهام عشقه بقلبها،و اختراق أسوارها بحرافية شديدة... بلال!

فبرغم غموضه، حتى ملامحه لديها مجهولة ، ولا يملك عقلها له سوى هيئة مظلمة وبعيدة ..إلا أنه أستطاع جذبها لمداره حتى أصبحت تسبح بفضاء عالمه الخاص، بات قريب منها بشكل صار يدهشها..!

تتسائل أروى داخلها كيف سيكون حالها عند رؤيته؟ ربما ترتجف يدها وتعجز عن حمل مشروبًا تقدمه له .. ويغلب عليها الخجل ، فتهرب من لقاءه رغم لهفتها لرؤيته..!

تنهدت بضيق محدثة نفسها :
كم يحزني أن أخي معاذ لن يحضر تلك المناسبة
ويتولى أمري .. بل سيحل محله قاسم خطيب بيسان .. سامحني يا الله ، مازلت لا أتقبل وجوده بيننا ، أو حتى أستوعب أنه سيتزوج شقيقتي، الوضع يؤرقني بشدة، ولكن ما باليد حيلة
فمن سينصت لرأيي، وأنا الصغيرة بينهم!!

حسنًا يا أروى، إهدئي، اليوم سيأتي بلال ، ويمر الأمر بسلام ، ولن تحدث كارثة، گ تلك التي تتكرر بمثل هذه المواقف!!

.*********************

لا يصدق بلال أنه بتلك اللحظة جالسا في منزل حبيبته أروى لطلب يدها…! ويجاوره صديقه معتصم ووالدته أيضاً .. لدعمه بهذا الموقف گ أهل له .. وهما حقاً بالنسبة له كل أهله وأحبائه..

ربما هو ليس بتوقيت مناسب كما خطط مسبقًا، كان يتمنى أن يحصل أولا على سكن لائق قبل إقدامه على طلب زواجها ، ويتقدم بخطوات أكثر ثبات وقوة بمشروعه.. لكن لرب الكون تدابير أخرى لا نعلمها

حسناً، فلتشاركه أروى وتدعمه بكل خطواته القادمة!
.********************

يابنتي، الناس قربت تمشي، أخلصي يا أروى وأطلعي قدمي العصير للعريس وأهله!

أروى فاركة أصابع كفيها بتوتر شديد :
مكسوفة وخايفة وقلقانه يا بيسو ، وحاسة لو مسكت حاجة في أيدي، هتقع مني!!

بيسان بحنان : ياروح قلبي خايفة ليه، كلنا معاكي ، وانا هكون جمبك ، ماهو لازم تخرجي عشان تشوفيه ويشوفك يا حبيبتي ، وبأذن الله مش هيحصل حاجة

أروى بتساؤل : طب انتي شوفتيه يا بيسو .. أيه أنطباعك الأول عنه ؟
بيسان برضا: بصراحة يا أروى، شاب يشرح القلب ، محترم ومهذب جدا في كلامه ، لفت نظري ان عيونه مش بتركز وهو بيتكلم غير على قاسم ، واضح انه عارف يعني أيه غض البصر وشاب مؤدب!
ثم غمزت بعيناها : بس اكيد اما تخرجي هيركز فيكي انتي يا صغننة ..!

أزداد دقات قلب أروى فأسرعت تقول:
يبقى مش طالعة يا بيسان!!

التقطت بيسان يدها لتجبرها على الخروج خلفها، وهي تطمئنها بكلمات مشجعة، أن الأمر أبسط مما،تتخيله !!
.*********************

طغى عطرها المكان بأكمله، وكأنه يعلن عن قدوم ملكته المتوجة... أروى!!

تمشي صوب الجميع مطرقة رأسها بخجل شديد ، يكاد يلمح أحمرار وجهها الجميل!
تهتز يدها بما تحمل من أكواب عصير طازجة ، يود لو يمسك يدها ليحتويها ويسيطر على ارتجافتها ويطمئنها..!
لكن صبرا .. لم يحن الوقت بعد ، بلحظة قريبة جدا، سيمتلك هذا الحق ، وينعم بلمس يدها الناعمة بين يديه!!
..................
قدمي العصير للضيوف أروى ..

أنتَ مكَافأتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن