قاسم؟؟!!!!
دقق قاسم النظر بمن يغمغم بأسمه بنبرة مسموعة لديه .. فإذا به يصطدم برؤية معاذ!!
فاقترب منه وهو مازال يضم بذراعيه طفله :
معقولة! دكتور معاذ قدامي؟! سبحان الله على الصدف .. ثم مد يده تلقائيًا لمصافحته ، منتظرا مبادلة معاذ له المصافحة!!
ولكنه تعجب لجمود معاذ، ونظرته القاسية له والتي تحولت لنظرة عدائية، أكدتها نبرة معاذ الغاضبة وهو يهدر بحدة واضحة:يعني سبتها تربي بنتها لوحدها.. وروحت اتجوزت وخلفت وعيشت حياتك ولا كأنك سايب بنتك اللي مفكراك ميت... ياخسارة ياقاسم .. يا خسارة طلعت إنسان ندل!!
لم يكن ما قاله معاذ سوى نتاج تحليله السريع و المنطقي، بعد ربطه لكل الخيوط .. الآن فهم نظرة بيسان العاتبة له! ولما لم ترد تعزيته.. كيف تتقبل تعزية على من هو أمامه حيُ يُرزق!
تخلى عنها هي وابنتها "وعد " ومؤكد اضطرت بيسان إخبارها كذبا أن والدها المدعو " قاسم" توفى حتى تبرر غياب أبيها عنهما .. لهذا كانت ترمقه بعتاب وإتهام .. نعم هذا تفسير منطقي جدا لنظرتها إذًا ..
أما الواقف أمامه .. يهلل بفرحة زائفة لصدفة رؤيته، وكأنه لم يفعل بحبيبته شيئًا .. سحقًا لك يا قاسم .. وألف سحقًا لك!!
قاطع حديثه الخفي هذا مع ذاته ، تساؤل زوجة قاسم الحاد لزوجها وهي بحالة من الذهول :
أنت كنت متجوز ومخلف قبلي يا قاسم؟؟؟..
كدبت عليا، وخدعتني بأني أول حب في حياتك وعمرك ما اتجوزت قبلي؟!!
ثم انتزعت طفلها من بين يديه بعنف، وهي تهم بتركه، فأوقفها قاسم متوسلًا، بعد أن رمق معاذ بحنق شديد :
ياحبيبتي والله ما حصل ولا عمري كدبت عليكي!
معاذ مقاطعًا بثورة : وبيسان و "وعد" دول أيه؟؟؟
قاسم بصوت هادر : أخرص بقا هتخرب بيتي بكلامك!
فاض به الكيل! يحادثه بوقاحة وهو المذنب بحق الجميع!! ترك واحدة تعول ابنتها بمفردها، وخدع الأخرى بحب صادق ووهم زواجهما الأول!!
أمسكه معاذ من مقدمة قميصه قائلا بغضب لم يعد يستطيع السيطرة عليه : أنت كمان مش عاجبك وبتطول لسانك!! .. لما أنت في الأخر هتسيبها وتسيب بنتك ، اتجوزتها ليه، هي كانت ناقصة جرحك أنت كمان ؟!!!!!
افلت قاسم نفسه من قبضة معاذ ، ثم دفعه للخلف بعنف، هادرًا بثورة مماثلة :
يا ابني أفهم ..أنا اصلا أنا اتجوزتش أنا و بيسان!!
مفاجأة أخرى زلزلت معاذ، حتى أنه شعر أن روحه تترنح قبل جسده ، فلم يعد يدري ماذا يفعل وأين الحقيقة .. إذا لم تتزوج بيسان قاسم .. من تزوجت أذًا وانجبت وعد ؟؟؟؟؟؟
![](https://img.wattpad.com/cover/171520156-288-k152325.jpg)
أنت تقرأ
أنتَ مكَافأتي
Romanceحين نُخطىء ثم نندم ونتوب! .. ونُبتلى، فنصبر برضا! وتختبرنا الحياة بدروسها القاسية وننجح في الأختبار.. !! وحين نصنع بلاءا حسنا في أي شيء حتما نستحق مكافأة! فكيف الأمر إن كافأتنا الذات الإلهية بعظمة عطاياها!