طمن قلبي يا دكتور .. بنتي ولدت بالسلامة؟!
وقف العم جلال ينتظر بلهفة قول طبيب ابنته الذي تنحنح قائلا : الحمد لله يا حج جلال ، مدام زينة بخير ، والمولودة بخير بس............
قاطعه العجوز بهلع : مالها حفيدتي يادكتور؟!ربت معاذ على كتف العجوز تعاطفًا : أهدى يا حج ، هي بخير بس ضعيفة طبعا بسبب ولادتها المبكرة وعدم اكتمال النمو ، هتفضل في الحضانة فترة ، وبأذن الله ربنا يحفظها وتكون أفضل ..
بس ادعيلها ، وربنا مش هيخيب رجائك أبدا .............................
وسط هدوء الغرفة القاطنة بها زينة بالمشفى عقب ولادتها.. جلست جوارها بيسان تتأمل قطرات المحلول الملحي المتدفق من ذلك الأنبوب البلاستيكي المحتوي على جرعة مسكن مدروسة .. نقلت بصرها لوجه صديقتها الشاحب وعلامات الإعياء تكسوه .. غير مصدقة نجاة طفلتها ، وكيف كانت حالتها ومهارة طبيبها معاذ الذي قاتل كي تنجو الطفلة ، واستأصل تلك الكتلة اللحمية الكبيرة دون الإضرار بتلك الرضيعة ..!
أنتبهت من شرودها على همهمة طفيفة تصدر من زينة ..التي شعرت بثقل جفنيها ، وبرودة المكان حولها ، وعجز كامل بتحريك أطرافها ..!تحدثت بصوتٍ خافت متقطع : بابا.. بنتي .. فين؟
أجابتها بيسان : حمد لله على سلامتك يا حبيبتيزينة بنفس الضعف، ولا تقوى على فصل جفنيها : فين بنتي؟
أمسكت بيسان يدها برفق : بنتك بخير وزي القمر يا زينة ..
أرتجف قلبها وتدفقت دموعها بفرحة من جانبي عينيها المغمضة وهتفت باكية بشفاه ترتعش تأثرًا :
يعني عايشة! عايزة أشوفها عايزة اسمع صوتها جمبي
بيسان محاولة التماسك : حبيبتي هتشوفيها وتسمعيها براحتك، بس فوقي الأول، هي في الحضانة ، مش هينفع اجيبها دلوقت
زينة : بجد بنتي بخير يا بيسان ؟
بيسان بتأثر : بخير يازينة متخافيش،هي بس ضعيفة وده طبيعي بسبب ولادتها المبكرة.. الحمد لله يا حبيبتي ربنا سخر دكتور معاذ وعمل كل اللي قدر عليه، وربنا وقف معاه والولادة نجحت بامتياز ، يعني نقول نحمد ربنا على النتيجة دي... بنتك هتفضل بس شوية تحت الملاحظة ، وزي ما ربنا كتبلها الحياة ، هيكتبلها العافية والصحة وهتضميها وتشبعي منها .
بصعوبة شديدة أستطاعت زينة فصل جفنيها ، واستقبلت مقلتيها الضوء ببطء :
طب ممكن أطلب منك طلب يا بيسان؟
أجابت : أؤمريني ياقلبي ، طلباتك أوامرابتسمت زينة امتنانا لتلك الجارة الصديقة:
هما طلبين منك أنتي ودكتور معاذ
أول طلب ليا ، أن دكتور معاذ هو اللي يآذن الآذان بصوته لبنتي ، عشان يكون أول مرة تسمعه يكون منه!
أنت تقرأ
أنتَ مكَافأتي
Romanceحين نُخطىء ثم نندم ونتوب! .. ونُبتلى، فنصبر برضا! وتختبرنا الحياة بدروسها القاسية وننجح في الأختبار.. !! وحين نصنع بلاءا حسنا في أي شيء حتما نستحق مكافأة! فكيف الأمر إن كافأتنا الذات الإلهية بعظمة عطاياها!