8

28.9K 502 19
                                    

هى

اخر من كنت أتوقع رؤيته أمامى .. خصوصا الآن .. واقف بثبات وثقة وعيناه تحمل نظرة صقرية قوية قاسية بينما تتفحصنى من رأسى حتى أخمص قدمى .. لم أكن ارتدى غير قميص واسع أزرق يصل لمنتصف فخذى مفتوحة أول ازراره لتكشف نحرى ببذخ ، شعرى أيضا لم يكن فى أبهى صوره ، مشعث مهمل بينما قدمى حرة فى ملامسة الرخام البارد ، ورغم هذا لمحت فى عيناه شئ لم أستطع تفسيره اخفاه فى لحظات ليحتفظ ببرود وقسوة نظراته الحادة .. لم أتحمل وقاحته الشديدة ليتجراء ويصل حتى منزلى وقررت رد المعروف .

" ماذا تفعل هنا ! .. تسرق نهارا جهارا !"

رسم فمه ابتسامة جانبية ساخرة ودخل دون إذن وجلس بعنجهية فوق اريكتى العصرية يضع ساق فوق الأخرى غير عابئ بى وباستنكارى .

" جئت أطمئن عليك "

لم أتحمل وقاحته واسرعت نحوه وغضبى يحركنى كنار تلتهم روحى .

" ماذا تعتقد انك فاعل ! .. غادر .. غادر حالا قبل ان اطلب الأمن .. ثم .. كيف صعدت الى هنا ! "

ابتسم غير مهتم بغضبى وعصبيتى وأجاب ببرود بينما ينفض غبار وهمى عن حلته الفاخرة .

" الأمن "

لطالما احتقرت. هذا النوع من الرجال .. أرى فيهم سامح بحقارته ووضاعته .. سيطرت على غضبى وتعاملت معه بطريقة تليق بحثالة مثله .

" بالطبع .. والآن أخرج من بيتى قبل ان ألقى بك للخارج بنفسى "

خرج صوتى هادئ واثق رغم اشتعالى من الداخل .. وقف أمامى والابتسامة المستفزة لم تفارقه وعيناه القوية ترتكز فى عينى بثقة .

" كنت أطمئن عليك بعد ما فعلتيه أمس .. ويبدو انك بصحة جيدة .. اعتذر "

تحرك ناحية الباب حين صدح صوتى بقوة وثقة وعينانى تتحداه بثبات .

" لن أعمل لحسابك "

التفت ناحيتى بثقة واقترب خطوتان بينما أجبرت قدمى على عدم التحرك للخلف بأعجوبة .. داهمنى عطره الذى لم اصادفه من قبل بشكل حرك جميع حواسى ، لكنى لم استسلم للشعور بشئ ... كان غضبى أقوى من اى مشاعر أخرى .

" اعلم من البداية انك لن توافقى "

لن انكر أنه صدمنى بإجابته لذلك لم استطع إخفاء دهشتى وصوتى خرج هامس دون إرادتى .

" إذا .. لما تقوم بازعاجى ! "

" لا أفعل .. لقد اعلمتك فقط ان مكانك ليس هناك .. مع من مستعد للتخلى عنك بسهولة .. كغيره .. أعلمك ان حين تختارى ان تخلصى لأحدهم .. ان تتبعى وترهقى نفسك لأحدهم .. عليه ان يستحق .. مكانك ليس مع هؤلاء "

عيناه فى عينى بثقة وغرور .. أنفاسه الحارة تلامس وجهى بانتظام .. أنامله تتلاعب بإحدى خصلات شعرى .. صوته الهامس قوى .. قال ما أراده والتف ناحية الباب ببرود .. شعرت بالغضب ينحت أفكارى بلهيب كلماته اللاذعة الوقحة .

فتاة الالعاب(+18)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن