" الجروح سطحية ونظيفة .. عدة أيام وتختفى دون أثر .. على أهتم بها جيدا "
فاقت من ذكرياتها على صوت عاصم الدافئ لتبتسم بتهكم وصوتها المتعب يؤكد بسخرية مقصودة .
" أجل .. أهتم بها جيدا "
تنهد عاصم باسف على حال تلك الزهرة النادرة التى ساقها حظها العثر فى طريق رجل لا يعرف للرحمة معنى .
" ايلين ابنتى ان احتجتى شئ منى اطلبيه.. اى شئ أقدر عليه لن أتردد فى فعله لأجلك "
صوته الدافئ الحنون يذكرها بحنان الأب الذى حرمت منه .. وبفقدانه فقدت كل شئ .. وفى رحلة بحثها عنه فقدت نفسها لوحش وعدها بالحماية من الجميع عدا هو .
ابتسمت بدفء ويدها تربت على يده المجعدة بتأكيد على تقديرها لعرضه .
" بالتأكيد يا عاصم .. من لى الان سواك "
ابتسم لها ابتسامة مشروخة وهم بالرحيل حين استوقفه صوتها المرهق .
" عاصم .. كنت احتاج منك قرص منوم "
نظر لها باستفهام لتكمل باسف على حالها وما وصلت له .
" لم أعد استطيع النوم .. جسدى منهك ورغم ذلك أعجز عن النوم .. وحين أنام .. تهاجمنى الكوابيس "
أغمض عينه فى اسف على ما وصلت إليه .. هى تنهار .. ووعكتها الصحية الأخيرة انهكت جسدها .. هى تتجه إلى الهاوية بسرعة شديدة .
" ارجوك عاصم .. اريد الراحة "
لم يستطع مقاومة رجائها وعيناها الاملة فيه .. تنهد بقلة حيلة وهو يحذرها .
" نصف قرص فقط "
ابتسمت له وهى ترتمى فى حضنه وتشكره بقوة ابتسم لها .. ابتسم لأنه استطاع مساعدتها ولو بقرص منوم .
----------------
تنهد بتعب .. كيف قاد السيارة كالمغيب ليعود إليها ! .. ابتسم بسخرية .. لقد عاهد نفسه على نبذها وعقابها بقوة .. لكن هاهو يخونه وعيه ويقوده إليها كالمغيب .
تنفس بعمق وهو يستسلم لرغبته فى رؤيتها والاطمئنان عليها .. صعد إلى غرفتها المظلمة ليجدها نائمة بسلام فوق الفراش الذهبى .. بالتأكيد لم تتوقع عودته الليلة خصوصا وأن الساعة تخطت الثانية بعد منتصف الليل .. نظر لشعرها المشتعل الذى يخفى وجهها خلفه .. طباعها نارية مثله .. ونكهتها حارة أيضا .. ابتسم وهو يلمح جسدها العارى أمامه .. كم تعجبه تلك العادة الغريبة بها .. عادة لا تساعده على عقابها ، فما ان يراها حتى يشتعل جسده برغبة بدائية لا ترتوي .
مرر يده فوق جروح ظهرها ينشد دفء جسدها المغرى حين وجدها باردة !
درجة حرارة الغرفة عادية .. اذا .. اين ذهب دفئها !أسرع لإضاءة المصباح الصغير قرب الفراش و ازاح شعرها ليجد أسفله بشرة باهته فارة منها الدماء ، وشفاه زرقاء .. وبين أصابعها زجاجة حبوب منومة فارغة !
أنت تقرأ
فتاة الالعاب(+18)
Randomروح مشوهة بجسد نضر تنشد الأمان والسلام من بين مخالب العذاب والألم ، تخفى ضعفها أسفل رداء القوة وعدم المبالاة ، حتى وقعت بين براثن وحش يدعى الإنسانية .