هى
ضيق عيناه بحدة رافعا حاجبه العريض باستنكار .
" لما انت هكذا ! ..انا أيضا مباشرة فى تعاملاتى رغم انى لست سيدة أعمال "
جملتي الأخيرة خرجت بسخرية تغاضى عنها وهو ينظر بجديةوتركيز داخل عينى كمن يستعد لإبرام صفقة .
" حتى أمل منك "
صمت لبرهة ثم أكمل .
" او تطلبى الرحيل .. أيهما يأتي أولا "
ركزت فى قدحى القهوة الداكنة فى عيناه الضيقة وتحدثت بحذر .
" إذا .. ان طلبت الرحيل تركتنى "
ركز عيناه داخل عينى حتى شعرت به يخترق روحى نفسها ويعريها ، وبنبرة جريئة متلاعبة .
" هذا يعتمد "
" على ! "
" مدى رغبتى فيك وقتها .. ان بدأت رغبتى فى الفتور ارحلى مع مباركاتى "
صحب قوله بحركة مسرحية بسيطة بيده حين اشتعلت حبتى القهوة بعيناه وصوته يحذر .
" لكن ... "
ترك جملته مفتوحة وبين طياتها الكثير من الخطر الذى لم التفت له وانا أهدر بنبرة حادة .
" لكن إسمعنى جيدا .. انا لست للبيع .. وان كنت "
أشرت إليه باصبعى باحتقار .
" لست انت من سيشترينى "
لم يهتم بنبرة الترفع والاحتقار بصوتى ، ورسم ابتسامة جذابة فوق فكه الحاد وصوته خرج جدى للغاية .
" لما ترى نفسك سلعة أحاول شرائها ! "
" لأن هذا ما تفعله "
نفى الأمر بهزة خفيفة من رأسه وخرج صوته هادئ .
" بل تحفة فنية أصر على اقتنائها .. خصوصا .. وأنها دون صاحب "
كان يتحدث بإصرار وتجبر .. نبرته يتسلل منها الخطر ليسكن ذرات جسدى ويشعرنى بالدوار مع ألم يتدفق من معدتى لسائر جسدى المهدد بالسقوط ، لكن ليس انا من اهتز بعد ما تقلدت القوة بعد الذل ومهانة الضعف ، لملمت شتات نفسى معلنة الغضب والسخط سلاح أمامه لأهب واقفة فى حركة سريعة لم أحسب لها لتزيد دوار رأسى وانا أهدر .
" انا صاحبة نفسى ، وما انت إلا "
لا أذكر شئ بعدها لأنى فقدت الوعى أثر الإرهاق والصراخ مجتمعين ورفضت ضم الخوف للقائمة لانى أنهيته بانتهاء سامح من حياتى .
حين أفقت وجدت جسدى ممدد فوق فراشى فى أمان بملابسى ودون خدش أو كدمة .. اعتقد انه التقطنى قبل ان احطم رأسى فوق الأرض الرخامية .. وجدت فوق الكومود ورقة مطوية بعناية وبها كلمات كتبت بخط أنيق .
أنت تقرأ
فتاة الالعاب(+18)
De Todoروح مشوهة بجسد نضر تنشد الأمان والسلام من بين مخالب العذاب والألم ، تخفى ضعفها أسفل رداء القوة وعدم المبالاة ، حتى وقعت بين براثن وحش يدعى الإنسانية .