الفصل الأول /13

16 0 0
                                    


ارتفع صوت صراخ جيسون ليحس رايسل بتلك الصرخات تقطع جسده بخنجر حاد وهو يشعر بالعجز الشديد فيما كان ذلك الفيديو المصور لما لقاه جيسون طوال الأربع والعشرين ساعة الماضية يبث على الشاشة أمام والده في منزل الأخير وتحديدا في المكتب الذي سيطر عليه الرعب الشديد مع الخوف والتوتر والعجز مشكلة معا مزيجا كريها لا يمكن أن يتواجد إنسانا على وجه الأرض قد يرغب بشربه أو حتى أخذ رشفة واحدة منه، رفع الرجل نظره للشاشة أمامه وهو يحس بركبتيه ترتجفتان فيما بدا الشحوب الشديد على وجهه مما جعله يبدو قد تخطى حاجز المئة خلال أيام قليلة، فهو لم يتذوق طعاما ولا شرابا منذ اختطاف جيسون ولم تغفا عينيه لدقيقة واحدة أما عقله فلم يهدأ وهو يفكر في المصير الذي رمى ابنه فيه، والآن وهو يرى حقيقة ما يعانيه الشاب في ظلمات قبو القلعة شعر بأنه قد خانه وبدأ يتساءل بجدية عما كان العالم فعلا يساوى لحظة واحدة مما يعانيه ابنه في ذلك السجن، إن خسر هو ابنه فماذا سيستفيد؟ وهل من العدل أن يكون هو كئيبا فيما ينعم العالم بالسرور والهناء؟، لقد تراكضت تلك الأفكار في رأسه بسرعة حتى كاد أن يتصل بباميلا ليخبرها بأنه موافق على القيام بالعملية وليذهب العالم للجحيم ولكنه توقف في اللحظة الأخيرة، فما الذي سيضمن له أنها ستتركه ابنه بسلام؟ إن أراد الحقيقة لا يملك اي ضمان عدا كلمتها وللأسف هو لا يثق بكلمتها نهائيا.

عاد صوت الصراخ ليشد الرجل من البئر الذي غاص فيه ورفع عينيه لتستقرا على وجه ابنه الذي بدا كالأشباح من الرعب الذي تملكه وابتلع رمقه بخوف شديد حينما ارتفع صوت الهاتف في المكان فمد يده ببطء ليتناول الجهاز وأجاب بصوت مرتجف

-مرحبا

وهنا جاءه صوت آشلي قائلا

-مرحبا سيد رايسل

على الرغم من أنه قد يأس من العثور على طريقة لإنقاذ جيسون إلا أنه ما زال يحتفظ بذرة أمل أن تتمكن آشلي من فعل هذا وسماع صوتها الآن أعاد إليه جزءا من هذا الأمل وعاد لوجهه لونه حيث قال بسرور لم يتمكن من إخفائه

-ما الأخبار يا آشلي؟

-لا تقلق إنها جيدة ولكنني اتصلت بك لأنني أريدك أن تفعل شيئا لي

-وما هو؟ اطلبي كل ما تريدين

-أريدك أن تتصل بباميلا سايرن وتقول لها أنك مستعد لتنفيذ اتفاقها ولكن عليها أولا أن تتفق مع رسولك والذي ستلاقيه في فرنسا

-ومن هو رسولي هذا؟

-إنه أنا

-ماذا؟

-كما سمعت قل لها أنك لم تعد المالك الكامل للشركة وأنها إن أرادت أن تحصل على موافقة كوريانتا على القيام بتلك العملية فعليها أن تحدث شريكتك والتي هي أنا

-ولكن هذا خطر جدا

-لا عليك المهم أخبرها بهذا بأسرع ما تستطيع وما أن تفعل هذا عاود الاتصال بي لتخبرني بالنتائج حسنا؟

سلسلة الأسياد- الجزء الأول-الأسيادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن