تضاربت أمواج البحر ببعضها البعض بقوة كبيرة مصدرة صوتا عذبا فيما كانت الطيور تحلق فوق المحيط منها من يغرد وهي تضرب الرياح بأجنحتها مما جعل هذا المزيج أشبه بسيمفونيات بيتهوفن وموزارت إن لم تتفوق عليهم ببساطتها وعفويتها، أما على الشاطئ الرملي نفسه فكانت آشلي تركض وهي تضع سماعات مشغل الموسيقى في أذنها فيما رفعت شعرها للأعلى والعرق يملأ وجهها وجسدها، طالما أحبت الركض في كل صباح وهي عادة حافظت عليها منذ طفولتها أو لعلها العادة الوحيدة الصحية التي تتبعها في حياتها حسب ما تقول سيلاندا، إن الركض قبل الساعة السابعة يعطي المرء إحساسا بالانتعاش لا سيما عندما يصطدم بهواء البحر الرطب وأشعة الشمس الهادئة وهو ما يساعد على تصفية العقل وإعطاء فرصة له للتفكير العقلاني بدلا من سيطرة العواطف عليه واتخاذ قرارات أسوء ما يكون، توقفت آشلي عن الركض محاولة تنظيم نفسها وهي تنظر للبحر، ما زالت حتى الآن تفكر في موضوع دعوة كوريانتا ومبيت رايسل في قصر الضيافة إنه أمر غير مقبول على الإطلاق بالنسبة لها وهي لا تريد لشخص مثل رايسل أن يدخل للمنزل ولا بأي شكل من الأشكال، فكل لقاءاتها معه كانت تحدث في الشركة هذا إن كانت تذهب إليها أما أن يدخل لللؤلؤة البيضاء، اعتدلت في وقفتها لتأخذ نفسا عميقا ثم أخرجته لتكرره عدة مرات إضافية، إن كل ما فعلته البارحة كان شتم روبرت ولعنه فهذا الرجل بلا شك سيصيبها بسكتة قلبية تودي بها مباشرة، إنها لا تعرف حتى هذا اليوم كيف كان والديها يتحملانه أو كيف تحملته هي حتى الآن لا بد لها أن تطرده في أقرب فرصة ممكنة، رسمت الفكرة الأخيرة الرضى على وجهها وهي تنظر للمياه حين سمعت صوت راؤول
-ها أنتِ
التفتت الفتاة نحو رفيقها الذي تقدم ليقف بجانبها وهو يرتدي ثياب الركض مثلها فقالت
-هل كنت تركض؟
-نوعا ما
-ألم تقل أن عليك الذهاب للصحيفة اليوم؟
ولكنه قال بسخرية
-وأدعك لترتكبي جريمة في المنزل لا تحلمي
قلبت الفتاة الكلمات في رأسها لتقول بتفكير مصطنع
-معك حق في هذا
-رأيتِ؟
-والآن ماذا؟ هل من المفترض بي أن أسلم وأفعل ما يريده روبرت بكل سهولة؟
فأجابها الشاب ببساطة
-حتى لو حاولت المعاندة فلن تنجحي، ففيما يتعلق بالشركة لن تتمكن حتى الملكة نفسها من زحزحته عن أفكاره
-معك حق
-حسنا إذن من الأفضل لك أن تذهبي لتغيري ثيابك فموعد ذهابك للشركة بعد ساعة يا صديقتي
وهنا تنهدت باستسلام لتقول
-يا إلهي
عند هذا ابتسم راؤول باستمتاع ووضع يده حول رقبتها ليسيرا للداخل وهو يحاول مواساتها رغم أن أكثر ما يحبه في روبرت آيزو هو سيطرته الكبيرة على آشلي على الأقل في موضوع واحد.
أنت تقرأ
سلسلة الأسياد- الجزء الأول-الأسياد
Açãoعندما تكتشف أن كل ما عشته حتى الآن في عالمك الوديع ليس سوى مجرد كذبة ملونة والأسرار التي تختبئ خلف ظهرك قادرة على أن تقلب حياتك مئة وثمانين درجة والأفكار التي كنت تعتنقها قادرة على أن تدفعك لتقود أكبر ثورة في تاريخك وليس تاريخك وحدك بل هو تاريخ ا...