الفصل الأول /17

16 0 0
                                    

نزلت آشلي درجات السلم الحجري الأخيرة بهدوء وهي تمسك مسدسها بيديها وسط الهدوء الذي بدأت تعتاده في قلعة الأشباح هذه، تقدمت أسفل السلم لتنظر لأرضيته التي بدت ملساء تماما فوضعت المسدس على خصرها وجثت على الأرض تتحسسها بيديها بحرص دون أن تغفل أي زاوية لدقيقة حين استقرت يديها على ثقبين صغيرين في الأرض فبدت علامات النصر على وجهها وأدخلت كل إصبعين في ثقب وبدأت تسحب الغطاء للأعلى بكل قوتها ولكنه أبى التحرك، أخذت الفتاة نفسا عميقا مستجمعا كل ذرة قوة لديها لتسحب للأعلى مرة أخرى وبقوة أكبر مما دفعه بالارتفاع قليلا فتابعت السحب بقوة حتى بدأت الحفرة أسفله تظهر وبعد عدة دقائق رفعت الغطاء من مكانه وجلست على الأرض تلهث بتعب لتقول

-أقسم أنني سأواظب على دروس اللياقة البدنية إن عدت للمنزل على قيد الحياة

وأمسكت مسدسها لتنزل للأسفل وأعادت إغلاق الباب خلفها حيث نزلت الدرج الحجري بخطوات صامتة وسلاحها ممدود أمامها فيما كانت رائحة العفن والرطوبة الممزوجة برائحة الموت تملأ الجو حولها، حاولت تجاهل أفكار عديدة تهافتت إلى رأسها وأن تركز على أنها ستجد جيسون هنا في حال سيئة ولكنه حي على الأقل، وصلت إلى أسفل الدرج حيث شاهدت أمامها رواقا طويلا يغوص في الظلمة، أخذت نفسا عميقا وتقدمت للأمام بصمت لعدة دقائق عندما بدأ صوت الصراخ ذلك بالانطلاق من نهاية الرواق فسرت في جسدها رعشة قوية أوقفتها مكانها لتصغي جيدا، وعلى الرغم من حدة تلك الصرخات التي بدت كأنها خارجة من الجحيم نفسها إلا أنها أحست بأنها قد سمعت هذا الصوت من قبل، وقفت مكانها متجاهلة مدى رعب صاحب تلك الصرخات حين انبثق اسم صاحبها إلى رأسها فقالت بسرور

-جيسون

وأسرعت تركض في الممر دون أي تفكير عدا أن ما حلمت به لرشار قد أصبح في متناول يدها، توقفت عن الركض حين توقفت أمام باب حديدي مغلق في نهاية الرواق فيما يتفرع جانبيه إلى رواقين لم يقلا ظلمة عن رفيقهما، تقدمت الفتاة نحو الباب وهي تستمع لصراخ الشاب حتى وقفت أمامه وأطلت النظر من فجوة صغيرة في منتصف الباب لتشاهد راموس يمسك سوطا جلديا وهو ينهال بالضرب على جيسون الذي كان عاريا تماما وهو يحاول تفادي الجلدات التي صبغت جسده بالكامل، غطت الفتاة فمها لتكتم شهقة رعب صدرت منها وهي تراقب هذا المنظر قبل أن تبعد عينيها ودخلت إلى الرواق الأيسر لتجلس على الأرض وأخذت نفسا عميقا مهدئة أعصابها، إن هذه المرأة بلا شك لا تملك ذرة ضمير واحدة أتظن فعلا أنها تعيش في العصور الوسطى لتعامل إنسانا بهذه الطريقة البدائية؟، هزت رأسها لتطرد ذلك المشهد من رأسها وقالت محدثة نفسها

" يجب أن أراه كي أثبت عزيمته وأقويه، فيجب عليه أن يصمد قليلا بعد حتى أتمكن من إيجاد طريقة لإخراجه من هذا المكان القذر، اللعنة كيف يمكن لإنسان أن يعيش هنا؟ إن هذا هو الجحيم بحد ذاته "

سلسلة الأسياد- الجزء الأول-الأسيادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن