الفصل الثالث /13

48 0 0
                                    


ساد الصمت على المكان بعد انسحاب الناس من المقبرة لتبقى آشلي واقفة بجانب وسيم فيما كانت تروفيل واقفة بجوارهما وعيني الفتاة مثبتة على أحدث القبور التي وضع شاهدها للتو، أسندت جسدها لخطيبها وهي تحس بدموعها تخترق وجهها بقوة دون أن تتمكن من إيقافها فكل ما استطاعت فعله هو البكاء بصمت دون أن تصدر أي صوت، أحاطها وسيم بذراعيه محاولا تهدئتها وبث القوة فيها ولكنه أصلا عاجز عن ذلك، فصورة ياسين مسجى داخل هذه الحفرة لا تزال مرسومة في عقله وكل ما فعلته جنازة جونثان كانت إعادة إنعاش صور جنازة شقيقه الذي لم يجف ترابه بعد، تقدم روبرت وسيلاندا نحو الفتاة ليقول روبرت

-هيا يا آشلي

التفتت الفتاة إليه فيما تقدمت سيلاندا لتقف أمامها قائلة بقلق

-توقفي عن فعل هذا يا آشلي

-لا أستطيع

وعانقت مربيتها بألم وهي تبكي بمرارة فمسدت سيلاندا شعرها بيأس وهي تكتم دموعها أما تروفيل فقد تقدمت من قبر الشاب لتضع تلك الزهرة الحمراء عليه قائلة بمرارة

-آسفة يا جوان آسفة فعلا

رفعت يدها لتمسح الدموع التي تجمعت في عينيها فتقدم وسيم ليقف بجانبها قائلا

-لا تلومي نفسك

نهضت الفتاة لتقف بجانبه ونظرت إليه قائلة

-لقد قتله والدي

-ها قد قلتها والدك وليس أنتِ

-ولكن

-إن آشلي بحاجة لك الآن أكثر من أي وقت آخر

نظرت تروفيل للفتاة التي كانت لا تزال بين يدي مربيتها فيما أردف وسيم

-لا أريدكِ أن تتركيها يا تروي

عند هذا نظرت الفتاة إليه لتقول بثقة

-لن أفعل هذا أبدا

ابتسم الشاب بخفة ليقول

-يسرني سماع هذا

تركته تروفيل لتتقدم نحو الشابة فيما نظر هو إلى قبر جونثان ليحدق في اسم الشاب الذي نقش على الشاهد وأسفله تاريخ موته 27-12-2011، جثا الشاب أمامه ليمد يده ملامسا التراب الندي الذي لا يزال منتشيا وقال

-أعرف أنك كنت قلقا عليها لأنها برفقتي ولكنني أعدك بأنها ستكون على ما يرام وأنت تعرف أنني لا أنقض كلمتي أليس كذلك؟

وابتسم بخفة لينهض قائلا

-لن أقول وداعا يا جوان لأنني سأراك قريبا وسأرى شقيقي أيضا، لذا أرجو أن تكونا في مكان أفضل بكثير من هنا

والتفت متجها نحو خطيبته ليغادر برفقتها مع روبرت وسيلاندا وتروفيل متجهين للسيارتين اللتين كانتا بانتظارهم أمام باب المقبرة.

سلسلة الأسياد- الجزء الأول-الأسيادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن