الفصل الثالث /9

11 0 0
                                    

جلس ياسين على شاطئ البحر أمام الفيلا وهو يضم قدميه إلى صدره فيما كانت عيناه تحدقان بشرود في المياه الممتدة أمامه فيما كان رجال سوفانج منتشرون في كل جهة حوله يراقبون كل ما يحدث حين خرج رئيسهم من الفيلا ليتوجه إليه وجلس بجانبه قائلا

-لِم تبدو متجهما هكذا؟

شده هذا السؤال من سلسلة أفكاره فرفع رأسه نحوه بصمت فيما تابع سوفانج

-أليس من المفترض أن تكون الآن تجهز نفسك للذهاب إلى الشركة؟

-لا رغبة لي بالذهاب الآن

وأعاد نظره نحو البحر فيما قال سوفانج

-ما بك؟

-أفكر فيما يحدث في إسبانيا

-وما الذي يحدث هناك؟

-لست أدري، وسيم لا يجيب على مكالماتي وهاتف آشلي مغلق أما بام فهي مختفية هي الأخرى

-وهكذا لا أحد ليخبرك بما يحدث

-أجل

وتنهد بتعب ليقول

-إن الأمور تسير من سيء إلى أسوء أنا واثق من هذا

-لِم كل هذا التشاؤم؟

-لأن هذه هي الحقيقة يا سوفانج، ليتك سمعت وسيم وهو يطلب مني الالتزام بتعليماتك لقد بدا لي أن مخالفتي لكلامه ستعني زيارتي للجحيم

-وهذا ما بدا لي من كلامه أيضا

-إذن بحق السماء كيف تريد مني أن أهدأ وأنا أعلم أن هناك شيء سيء على وشك أن يحدث؟

ورفع نظره للأعلى بصمت فيما آثر سوفانج الجلوس بصمت دون أن يجيب فهو الآخر قد أحس بشيء مريب خلف اتصال وسيم ورغبته الملحة وموافقته على كل شروطه بلمح البصر دون أن يحاول حتى التفاوض كما هي عادته دائما، أخذ الرجل نفسا عميقا ليقول

-أيا كان ما يحدث هناك فلن يفيدك الجلوس هنا وانتظار ما سيحدث ولن يفعل شيئا سوى إصابتك بالجنون لذا هيا بنا

ونهض لينظر ياسين إليه مستفهما فتابع هو

-سنذهب للشركة

وأردف باشمئزاز

-لن أتحمل البقاء برفقتك وأنت على هذه الحال طوال اليوم هيا تحرك

ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجه الشاب ليقول

-وهل أنا من يسعده البقاء معك؟

-إذن هيا انهض أيها المتبجح

وهنا نهض الشاب عن الأرض لينفض ثيابه من الرمل واستدار هاما التوجه مع سوفانج إلى الفيلا عندما انطلق ذلك الانفجار من مخزن الفيلا الأيمن محطما إياه وقاضا سكون الصباح مما رسم الدهشة على وجه ياسين أما سوفانج ورجاله فكان تحركهم سريعا إذ أشهر الجميع أسلحتهم ليتجه عشرة منهم نحو المخزن فيما وقف ثلاثة مسلحون حول ياسين برفقة سوفانج الذي أمسك مسدسه ليقول

سلسلة الأسياد- الجزء الأول-الأسيادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن