الفصل الأول /19

13 2 0
                                    

إن آخر مرة شاهد جونثان فيها آشلي منهارة بشكل كامل كانت عندما وصل خبر مقتل عائلتيهما، إنه يذكر الأمر جيدا لأنه كان برفقتها وراؤول ذاك اليوم، فقد كان ثلاثتهم يتنافسون وكل واحد منهم يحاول أن يثبت للآخر مدى جهله بلعة التنس الأرضي، لا يمكنه أن ينكر أن راؤول كان الأفضل ولكن آشلي ليست من النوع الذي يتقبل الهزيمة بسهولة شديدة، ومن شاهدا قبل الساعة الثالثة وبعدها ما كان ليخمن أنها نفس الفتاة، فقد تبدلت مئة وثمانين درجة مع أن سمعت الخبر، لا ينكر أنه أيضا قد تعرض لصدمة قوية يومها ولكنه لم ينهر كما حدث معها، ولا يزال يقسم حتى هذا اليوم أنه لو لم يكن راؤول برفقتهما تلك الساعة لما كانت آشلي ستكون هنا اليوم، ولكن الآن الشاب ليس هنا ، فتح عينيه وهو يحس بخسارة فادحة وألم لم يجربه منذ فترة طويلة وهو جالس على المقعد بجانب حوض السباحة في اللؤلؤة البيضاء، صحيح أنه كان يتشاجر مع راؤول ويتخاصمان أكثر مما كان يتصالحان، إلا أنه لم يفكر ولا للحظة بأنه سيأتي اليوم الذي سيختفي فيها من حياته هكذا بكل بساطة، نهض عن المقعد ليقف أمام الحوض وهو يحدق في مياهه بصمت، إن أمامه مهمة مستحيلة الآن، كيف يجب عليه أن يعيد آشلي إلى آشلي التي يعرفها؟، إن الفتاة تحبس نفسها في غرفة راؤول منذ عادا دون أن تكلم أحدا أو ترى أحدا، إنها حتى لم تتناول شيئا من الطعام منذ خمسة أيام، يوم مات والداها كان راؤول موجودا لإبقاء الأمل موجودا فيها، ولكن الآن مع موته هو من يمكنه أن يتولى هذه المهمة؟، تنهد بتعب ليقول

-من سيفعل ذلك؟

وهنا سمع روبرت يقول

-أنت من عليه ذلك

التفت جونثان نحو الرجل الذي خرج من المنزل ليتقدم ويقف بجانبه مردفا

-إن كان تخميني صحيحا فأنت تفكر فيمن يمكنه إخراج آشلي من حالتها هذه

-ألديك الجواب؟

-أنت

-لا أعتقد هذا

-ما الذي تتحدث عنه؟

فنظر الشاب إليه ليقول

-دعنا نكن صريحين يا روبرت، أنت تعرفني منذ بداية حياتي هل رأيتني ولو لمرة واحدة أخفف عن أي شخص كان مصابا ألم به؟

فقال الرجل باقتناع

-في الواقع لقد كنت تدفعهم إليه

-رأيت، لقد تمكنت من التفوق على راؤول بالكثير من الأشياء، ولكن مواساة الآخرين لا سيما الفتيات لم يكن أحدها وثق بي لن يكون أبدا

-ولكنها تحتاجك الآن

-روبرت

-وأنت أيضا تحتاجها يا جوان، راؤول لم يكن صديقها هي فقط صحيح؟

صمت الشاب مجبرا بمرارة فيما تابع روبرت

-لقد كان صديقا لكليكما وأنا أعرف انك أحببته كأخ لك على الرغم من كل التناقضات الموجودة بينكما، ولا أعتقد أنك ستبخل على نفسك بمواساتها

سلسلة الأسياد- الجزء الأول-الأسيادحيث تعيش القصص. اكتشف الآن